#مقالات | منيفة العازمي: “مشاعر متقلبة”

عندما تتصارع المشاعر في النفس البشرية بشكل يزعج الانسان ويقلق راحته فهو في موجة ” المشاعر المتقلبة ”

المواجهة بين الضد وضده من الشعور مزعج جداً ، خاصة اذا لم يكن هنالك أي مجال للبوح أو التفسير ، فعلى سبيل المثال عندما تكون سعيداً وترتفع بالمعنويات كثيراً الا أنك تواجه من يصدمك بواقع مؤسف هو قمة الاحباط فتتنقل المشاعر من ” سعادة ” مرتفعة الى مشاعر مضطربة من الحزن والاحباط .

ويصعب عندئذ الكلام أو حتى التلميح ، فتكون بين أمرين إما الكتمان وإما الكتابة التفريغية أما التصريح بذلك فهو يعد من الغير مقبول به أو المرحب به ، فتظل في صراع داخلي من تضارب النفس بين القمة والقاع ، وقس على ذلك الكثير من التضاد الذي لا تعداد لحصره هنا ، ولكننا في مقام الحديث عن محاولة تهدئته والتعامل معه .

فاضطراب المشاعر حالة خاصة تتطلب الكثير من الصبر والكثير من التفهم من الطرف الآخر ، فليس كل شعور يحكى وليست كل مشاعر تظهر بانسيابية تريح الروح وتحرر العقل من مشاغله والقلب من أسر المشاعر المتضاربة ، ولعل التنفيس الورقي بالكتابة والتأليف أحد عوامل المواجهة مع هذه المشاعر ، وهو أحد عوامل الترفيه عن صاحبها ، ولعله أحد محاور العلاج النفسي الفعال .

هل هذه الظاهرة تظهر بكثرة عند النساء أو الرجال ؟؟ لا أعلم ولكنني أجزم بأنها حالة نادرة تتطلب الجدية في التعامل معها ، وتتطلب المساعدة الفورية حين الحاجة في ظهورها ، وتنادي بالتلاشي لئلا يتعرض صاحبها لهذه الموجة المزعجة من المشاعر ، وهي من الحالات النادرة التي تظهر حين استنفاد الصبر وذهاب التحمل وتشتت الفكر وانعزال الجسد عن الثبات ولجوئه الى الانهيار .

هي ظاهرة طبيعية عندما يبلغ الحد منتهاه وتكاد تصطدم بكل أحد لا لشيئ الا أنه ظهر أمامك فكان من المأسوف عليهم ، وهي الظاهرة التي يطلق عليها عند كثير من الناس ” بالحسد ” وأنا هنا لا أنكر وجوده والعياذ بالله ولكنني ألفت الانتباه الى أن ” الروح ” أيضا تتعب وتتعرض للامراض تماما كما يحدث للجسد ان لم تكن أكثر ، إذ أن الجسد أعراضه واضحة ولا تحتاج للتفسير أو التوضيح بينما الروح تكاد تتعثر في حالة الاضطراب المشاعري .

وهي من الحالات التي اذا ظهرت فلابد لصاحبها أن ينتبه ويحاول التخفيف من ملاقاة البشر لحين الهدوء والتمتع بالراحة التامة ويفضل الاحاطة بالاشخاص الايجابيين فبهم تشتد الهمم وتتعالى النفس عن الخوض في ذات المشاعر وتجردها الى أحداث منطقية تعالج بحذر وبدراسة ووعي كبيرين حتى ترى ” الروح ” ما كان مزعجاً لها بات صغيراً أو حتى تتضح الرؤية في الذهاب للطبيب النفسي أو المختص في مثل هذه الحالات من عدمه .

وإن الذهاب للطبيب النفسي يعد حاجة تقتضيها حالة الشخص فهو الاكثر معرفة بحاجته للزيارة أم لا ، ولا نقص في مكانته أو طعن في قدرته العقلية انما هي حاجة الروح وتعرضها لعارض لابد من معالجته حتى تستقيم الامور وتعود للانسان طبيعته البشرية السوية .

منيفة العازمي

Exit mobile version