ملتقى قادة الإعلام: غياب المهنية يُفاقم الأزمات ويؤدي إلى نشوب النزاعات

كونا – ركز المتحدثون في الجلسة الثانية لملتقى قادة الإعلام العربي السابع، تحت عنوان «أزمات الإعلام العربي وسبل تجاوزها»، على أبرز التحديات التي يواجهها، بدءاً بغير المهنية في الجسم الإعلامي، إلى مشكلة التمويل، فضلاً عن انعدام الشفافية في ضخ المعلومة، إلى ضرورة تبني المضمون المختلف، بعيداً عن المبالغات، كما مواكبة وتوظيف ثمار الثورة الرقمية، للوصول إلى دمج الإعلامين القديم والجديد، محذرين من الإعلام غير المهني، الذي من شأنه أن يفاقم الأزمات ويؤدي إلى نشوب النزاعات.

وقال وزير الإعلام الأسبق سامي النصف، خلال الملتقى بنسخته السابعة «عن بعد» مساء أول من أمس، إن افتقار الإعلام العربي إلى وجود إعلاميين محترفين ومتخصّصين أدى إلى ظهور مشكلات عدة، لافتا إلى أن الإعلام غير المهني بإمكانه أن يفاقم الأزمات، ويؤدي إلى نشوب النزاعات.

ورأى النصف ان الإعلام بشكله الحالي «خرج عن السيطرة، وأصبح دور وزارات الإعلام في الدول العربية محدودا»، مشددا على ضرورة تدريب وتأهيل الاعلاميين واطلاعهم على وسائل الإعلام الجديد.

وأوضح أن مشكلة التمويل للمؤسسات الإعلامية في الدول العربية، من أهم التحديات التي تواجهها، وتؤدي إلى خروج الكثير منها من السوق، مشيرا إلى أن الإعلام في كثير من الأحيان لا يصنع الحدث، بل يعكس الثقافات العامة في المجتمعات.
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة البلاد البحرينية مؤنس المردي، إن الصحافة في العالم العربي، تعاني اليوم توجه القراء إلى الصحافة الإلكترونية، مما سبب انحسار الصحافة الورقية، بسبب تعاملها «بأسلوب القرن الماضي».

وأكد المردي وجوب مواصلة تغيير أسلوب الصحافة الورقية، من خلال استخدام التقنيات الجديدة، وتحديث المضمون، مع وجود الوسيلة المناسبة لشريحة القراء المستهدفين.

وأشار إلى أن أزمات الإعلام اليوم أصبحت متشابهة، ليس في الوطن العربي فحسب، بل على مستوى العالم، لافتا إلى أن أكبر مشكلة يواجهها الإعلام اليوم هي الشائعات، بسبب «عدم المبادرة باعطاء المعلومة الصحيحية».

من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك، إن صحيفته «عمرها 60 سنة، وهي من أوائل الصحف السعودية التي أطلقت موقعا عبر الإنترنت»، معتبرا أن التجربة التي مرت بها الصحيفة في التعامل مع التقنيات الجديدة كانت «مبتكرة».

وعن سبل مواجهة الإعلام الجديد، أكد المالك أنه لابد من تجاوز هذه المرحلة بالبحث عن حلول، ليس على مستوى الأفراد والمؤسسات، بل الدول أيضا، معتبرا أن المؤسسات الإعلامية التقليدية، شكلت مرحلة مضيئة من تاريخ المنطقة والدفاع عنها، لذا لابد من دعمها.

ولفت إلى بعض نقاط الضعف التي يعانيها الإعلام العربي، مثل عدم تأهيل الكوادر الصحافية، القادرة على مواكبة الإعلام الجديد، وتستطيع أن تقدم طرحا مختلفا، بدلاً من الاعتماد على المبالغات من أجل جذب الجمهور.

بدوره، قال رئيس تحرير جريدة الرؤية العمانية حاتم الطائي، إن العالم العربي خلال العقود الماضية، مر بأزمات مختلفة، ما ينعكس مباشرة على دور الإعلام كرسالة إنسانية هادفة وموضوعية.

وأضاف الطائي، أن التحدي المالي من واقع تجربته في الإعلام، يعتبر من التحديات الرئيسية التي تهدّد استقرار المؤسسات الإعلامية في العالم العربي، خصوصا وسط الظروف الحالية مع تأثيرات جائحة «كورونا» الاقتصادية على الدول.

وذكر أن تسرب الكوادر الإعلامية المميزة وعدم استقرارها، أدى إلى تراجع جودة المحتوى الإعلامي الذي تقدمه المؤسسات الإعلامية، إضافة الى تحديات أخرى مثل الصراع بين الإعلام التقليدي والجديد، أدى إلى تراجع في قراءة الصحف الورقية.

وبيّن أن من الحلول الناجحة التي اتخذتها المؤسسات الإعلامية في سلطنة عمان، هو الدمج بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، داعياً إلى «النظر بإيجابية الى الثورة التكنولوجية وتوظيفها لخدمتنا».

تسويق إعلامي للولاءات البديلة

أكد مدير قناة ten من مصرعمرو عبدالحميد، أن الصراع بين الاعلام الجديد والتقليدي، موجود وواضح وسيبقى وتزيد حدته يوما بعد آخر، لأن أدوات الإعلام الجديد تتطور يوماً بعد يوم.

وتابع عبدالحميد «أننا نكثر من البرامج التي تستهدف شريحة الشباب، لجذبهم للتفزيون التقليدي، وكذلك الترويج لبرامجنا على مواقع التواصل الاجتماعي كل برنامج صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، متابعاً: «حققنا طفرة في القناة على حجم المشاهدات على المنصات الالكترونية، ونحاول ان نتحدث بلغة متلقي اليوم».

وأشار إلى أنه رأى دليلاً كبيراً على تسويق الاعلام للولاءات البديلة، على سبيل المثال تركيا وايران.

مجتمعات مريضة … ولا إعلام من دون حريات

عن تحديات الإعلام في العالم العربي، قالت الإعلامية والباحثة اللبنانية الدكتورة منى العبدالله «نحن في مجتمعات مريضة، والإعلام العربي مريض، وهو لم يتغير ولم يتحسن مع بعض الحرية، وما زلنا نعاني نفس الأزمات التي تطول كل القطاعات، وهي ازمات نابعة من غياب الحرية والمناخ السياسي ومن سياسات الرقابة، ونحن لا يمكن أن نتكلم عن إعلام دون حرية إعلامية».

وأضافت العبدالله «في لبنان شعرنا بالحرية، ولكن لم نشعر يوماً بالديموقراطية، لأن التنمية السياسية والمشاركة السياسية غير موجودة، ودائما هناك هيمنة سياسية من الأحزاب في لبنان. الإعلام الحر غير موجود».

 

 

Exit mobile version