ومن المعروف أن انظمة توجيه السيارات ذاتية القيادة تقوم على فكرتين أساسيتين، أولهما تعرف باسم السيارات “التعاونية” ويقصد بهذه الفكرة أن السيارات ذاتية القيادة تتبادل المعلومات بينها أثناء السير لتفادي حدوث تصادم بينها، أو تبادل المعلومات بين السيارة ذاتية القيادة وعناصر البنية التحتية على الطريق مثل وحدات استشعار مثبتة على الطرق أو الإشارات الضوئية الإلكترونية.
أما الفئة الثانية من السيارات ذاتية القيادة ، فتعتمد على أجهزة استشعار مثبتة داخل السيارة نفسها مثل الكاميرات الدقيقة التي تستخدم في مجال الرؤية الحوسبية للسيارة أو أجهزة الرادار الداخلية لتحديد وضعها على الطريق ورصد العناصر المحيطة بها مثل السيارات الأخرى أو المشاة أو غير ذلك.
وأفاد الموقع الإلكتروني “تيك إكسبلور” المتخصص في التكنولوجيا أن الباحث روبن فان هويك من جامعة اندهوفن الهولندية استطاع الجمع بين منظومتي التوجيه في نظام واحد حيث يستفيد من تبادل المعلومات مع السيارات الأخرى ذاتية القيادة على الطريق مع استخدام تقنيات التوجيه والرصد الموجودة داخل السيارة نفسها.
ويؤكد الباحثون أن هذه التقنية تساعد في الحد من حوادث السيارات لاسيما في حالات السير على مسافات متقاربة على الطرق، حيث أنها تتيح للسيارة ذاتية القيادة على سبيل المثال أن تتخذ قرارها بالتوقف بناء على القراءات التي تحصل عليها من أجهزة الاستشعار الخاصة بها، بدلاً من الاعتماد بشكل كامل على بيانات السيارة ذاتية القيادة المجاورة لها، وهو ما يهدد بتعرض السيارة الثانية لحادث بشكل تلقائي بمجرد تعرض السيارة الأولى لنفس الحادث.
ويؤكد فريق الدراسة أن المنظومة الجديدة تمثل خطوة مهمة في تقنيات توجيه السيارات ذاتية القيادة وتفادي الحوادث المرورية، لاسيما في الأماكن المزدحمة، مما يرفع درجة الأمان أثناء استخدام هذه النوعية من السيارات.