كلما وجدنا نعمة من ربنا حمدناه عليها وأردنا أن مشاركتكم اياها مصداقا لقوله تعالى “وأما بنعمة ربك فحدث” ولكن وعن تجربة للأسف تكررت أن ما يعرض ينظر له بعين الحسد وتمنى المكروه فنستشعر حرارة العيون وبغض القلوب،، لا اعلم ما الذي حدث؟!!
يقال بأن وسائل التواصل وسعت النطاق فصار ما يعرض انما هو من باب التباهي والنفاق،، لعلهم قد يصدقون في البعض ولكن من المحال ان يكون “الكل كذلك”!!!
كما سبق وذكرت فأن القلة القليلة انما يسلطون الضوء على حياتهم استعراضا وتباهيا أما الاغلب وأحسبهم كذلك انما “يتحدثون ويذكرون بنعمة الله وتفضله عليهم”، فدخلوا من باب التواصل الاجتماعي لنشر الوعي والزيادة في الاستكثار من نعم الله بعرضها شكراً له تعالى وتعليماً للناس بنعم الله العديدة عليهم ،،،
أرجو ان نتعلم “ذكر الله” في كل شي وعلى كل شي”، فوالله الجميع متساوون في العطاء والمنع وأقصد ” الكمال لله وحده ” فلن نجد أحدا اعطي كل شيء ولم يؤخذ منه شي، كلنا معرض للابتلاء ونحن متفاوتون في فضل الله علينا في الثبات والاجور، ولكن كلنا مطالب بالذكر وتصفية النفوس وارادة الخير للجميع وخاصة لمن يبادر بمد يد العون ومد يد اظهار النعم والتذكير بها فهم خير منا جميعا، ولابد أن نذكر انفسنا بأنها نعم ان لم تكن في الدنيا لنا فالآخرة خير وأبقى، ولابد من معرفة ان الدنيا زائلة وأن كل ما فيها هو ملك لله عز وجل ،، ولابد من التذكير بأنها اي ” الدنيا ” دار عبور لا مستقر، فمن كان غايته الاخرة “حمد الله وأثنى عليه وأكثر من ذكره” غنياً كان أو فقيراً، ومن كان غايته الدنيا وزينتها “قل ذكره لله وكثر تسخطه والعياذ بالله”!
ليست القضية كم نملك! وانما ما نملكه حقاً واعني اجورنا واحصاء اعمالنا، و كلما ازددنا معرفة حقيقية لحقيقة الاشياء كلما زهدنا بها وعرفنا كيفية النظرة الحقيقية لها، فرب رجل فقير غلب آخر ثري، فالغنى غنى الروح والعقل، فقد نستمتع برؤية أناس متواضعون شاركوا بصور بسيطة لكوب قهوة أو وجبة لذيذة صنعت بحب، ونصرف النظر عن صور اخرى لأجمل القصور واروع الثياب واغلى المجوهرات ،،، فالمتعة كل المتعة في القلوب التي تحتوي الاشياء لا بذات الاشياء ،،، اعتذر للإطالة ولكن كان لابد من الاسهاب لأهمية الموضوع وتصدره للأولوية كتابة وموضوعاً.
دمتم برعاية الله