منيفة العازمي: “صداقة من نوع أخير”

أي صداقة تبدأ باقتراب لدرجة أن تكون الروح للروح والنبرة متقاربة والذوق واحد والاختيار كذلك ثم تنتهي ببرود قاتل ، فحتما هناك مشكلة !!!
وقد يكون خلل بدد هالة الصداقة القريبة لجعلها أبعد ما تكون وأغرب ما يشرح ، ليست المسافة هي عامل التغيير ولم تكن كذلك أبدًا ولكن البعد المقصود غربة المشاعر وترك التآلف واستنكار التحول من رفقة الروح الى استغراب ووحشة كئيبة تتمنى زوالها كلما تجدد اللقاء وكلما حدث تواصل ولو بسيط .

هل يوجد من يشعر بهذا كله مثلي ؟؟؟!!! ولماذا ؟؟
هل هناك من يحس بجسده بلسعة الرغبة بالهروب كلما بدا طيف الشخص المقصود أو كان هنالك سعي للاصلاح وعودة المياه لمجاريها ؟؟؟
وهي لن تعود أبداً كما كانت وأعلم ذلك يقيناً ولكن المحاولة تلو الاخرى يرجى بها المحافظة ولو على القليل من الود والكثير من صفاء النفوس .

وأقف هنا بحيرة مصدرها العقل ودافعها القلب ومبدأها العشرة التي جمعت بين اثنين حتى عمقت الجذور فكيف بها تقتلع بهذه البساطة وتستبدل بما شاءت ؟؟!! وكيف بدا لها !!! ، ان الصداقة الحقيقية لا يعتريها اي تبدل ولا يهمها ما تعرضت له من تغيرات أو حتى تعقيدات أو تقصير بقصد أو بغير قصد .

إن الصداقة الحقيقية لا تقارن بأي شيء في الدنيا لأنها رأس المال الذي يدخر لكل حين ومصدر الفخر الذي يعتز به كل أحد ، هي الربيع الذي يزور القلوب كلما هاجمها جدب الصيف وهزها تساقط أوراق خريف العمر واستوحشتها برودة المشكلات الدنيوية وهمومها .

ليست الصداقة هي موقع الاتهام ولكن البشر ومسمياتهم واتصافهم بأشكال متقلبة هم مصدر المشكلة ، هذه الصداقة لا اعتبار لها ولا قيمة ويجب أن لا تقاس بميزان العدل لانها خاسرة ولاتعد ربحاً لصاحبها بل هي عبء يثقل كاهله ، ويجب أن تعد إن بقي لها أثر في عداد ” الصداقة الاخيرة ” فيجب التخلص منها ليبقى الود الاخوي محافظاً على ما تبقى من الملازمة الماضية .

منيفة العازمي

Exit mobile version