منذ بداية ظهور بوادر أزمة فيروس كورونا المستجد، و جهات الدولة المختلفة و وسائل الإعلام المحترمة وجميع العقلاء أخذوا ينصحون و يرددون و يطالبون بضرورة تحري الصدق و المعلومات السليمة و الصحيحة قبل نشر أي شيء يتعلق بالوضع العام بالبلد أو تناقل أي أخبار تفتقر للدقة أو المصداقية في هذا الجانب، لكن الآن و بعد مرور أسابيع من حالة الطوارئ التي نعيشها، ما الذي حدث بالفعل!؟
خلال هذه الأزمة، ظهرت على السطح تشعبات عديدة لكيفية تعاطي الناس “الجمهور” للموضوع! منها ظهور من يود ان ينسب له “السبق الصحفي” عبر سناب شات او انستغرام او تويتر او عبر قروبات الواتساب!
فاليوم في عصر منصات الإعلام الإجتماعي “Social Media” بات للجميع فرص ليكون “إعلامي” – من وجهة نظره – بنقله للأخبار و الأحداث والتصريحات و المعلومات ومن ثم ينقلها شخص لآخر! او يرسلها عبر “قروب واتساب” وهنا قد تبدأ “قصة ولادة إشاعة”!
وهناك محور “الشفافية” التي برز فيها الدور الحكومي بوضوح من خلال المؤتمر الاعلامي اليومي لوزارة الصحة – الذي حتى الآن يؤدي دوره بنجاح – بقيادة المتحدث الرسمي الراقي د.عبدالله السند بتوجيهات و متابعة من وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح، الأمر الذي أبرز للعامة اهمية الاستناد في ما يتداولونه من معلومات على ما تصرّح به وزارة الصحة “رسمياً”، وللأمانة ساهم هذا التفاعل الإعلامي من وزارة الصحة ببث طمأنينة “المصداقية” في جو من “الشفافية” حول مستجدات الأوضاع.
كما أن هناك دور “القانون” الذي أدت فيه وزارة الداخلية من خلال “ادارة الجرائم الإلكترونية” بمتابعة كل من يثير الشائعات من أشخاص “مرضى” شهرة و بحث عن الأضواء و “المتابعين” فبات “الخوف” من سلطة القانون وسيلة لكبح طيشهم! وإن لم يمنع ذلك من قيام البعض ببث سمومه للأسف جهلاً أو تعمداً!
وأتى دور “السلطة الإعلامية” المتمثل بوزارة الإعلام و إدارة النشر الإلكتروني بإيقاف و ردع الوسائل الإعلامية التي تخالف القوانين بنشر او نقل معلومات “غير صحيحة او غير دقيقة” خاصة في هذا الوقت الحساس، وإن كان المطلوب منها المزيد خاصة في تزويد وسائل الإعلام ذاتها بالمعلومات الصحيحة! وهو دور ينتظر التفعيل بقوة و بسرعة!
ولكن الدور الأهم و المحور الأقوى هو “الفرد” الذي عليه أن يحترم واجباته تجاه مجتمعه كما يريد الحرية في أن يمارس حقوقه، فحق التعبير عن الرأي هو مسؤولية! و الواجب الوطني سيدفع ذو الضمير للتفكير قبل نشر او تداول اي معلومة قد تضر أكثر من ما تنفع!
لذلك، لو أخذنا من وقتنا “ونحن في منازلنا” القليل للتفكر في أثر ما سننشر! سنتمكن من صنع البيئة الآمنة لنا و لمجتمعنا من شر الإشاعات التي ستضر البلد ككل!
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات