#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “ماذا تعلمنا من الإمام الحسين”
منذ عشرات السنين والعالم الإسلامي ينظر إلى يوم عاشوراء كيومٍ يحمل في طياته الكثير من العبر والدروس، خاصة من موالي خط الإمامة ممن يحيون ذكرى استشهاد سيد شهداء أهل الجنة الإمام الحسين بن علي – عليه السلام – سبط نبي الأمة و هادي البشرية رسولنا الكريم محمد بن عبدالله – ﷺ – الذي لطالما ذكر لأمته أهمية النظر فيما يخبئ التاريخ لحفيده من دور مهم في تغيير خارطة العالم الإسلامي بعد وفاته، وأهمية التمعن فيما سيمثله استشهاد الإمام الحسين من لمحات يجب أن لا تغيب عن البال والوجدان.
من الناحية التاريخية، فصراع الحق والباطل هو صراع أبدي، جددّه الإمام الحسين في حكاية خروجه طالباً الإصلاح في أمة جده نبي البشرية، بعدما اعلن رفضه الخضوع لما كان يجبر عليه المسلمون في ذلك الوقت من بيعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين، لما رآه الحسين من خطأ، وتحملت الأمة الإسلامية تبعات ما حدث في ذلك الحين إلى هذا اليوم.
ومن الناحية الإنسانية، فإن حكاية واقعة الطف في كربلاء هي قصة تدمي القلوب بين قائد قل ناصروه بين ليلة وضحاها ممن تخلوا عن المبدأ في سبيل البقاء والعيش، فظهرت عطمة التمسك بالمبدأ و قيمة ان يعيش المرء و يموت في سبيل ما يؤمن به من قيم و مبادئ، وكأن الإمام الحسين اراد ان يسجل موقفاً حفظه التاريخ و كل من وثق ذلك التاريخ من المنصفين، لكيفية مواجهة الخطأ بالثبات والعزيمة رغم منطقية عدم امكانية الإنتصار، ولكن هل كان ما يريده الإمام الحسين هو الإنتصار؟ ام ان يثبت ان الذلة والمهانة هو ما يجب على كل انسان حُر رفضه، ولو كانت موازين القوى ترجح لكفة غير كفته، فكان للإمام الشهيد ما أراد، فإنتصرت الذكرى على كل شيء آخر.
وبالفعل، ستبقى قصة الإمام الحسين – عليه السلام – درساً لا يمكن أن تمر على شخص عاقل دون التمعن في أبعادها ، وهي القصة التي تتجدد أحداثها على مر الزمان في نموذج صراع الحق مع الباطل و انتصار السيرة على تزييف التاريخ.
يوسف كاظم عباس
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات الإلكترونية