سيكون نهائي كأس أفريقيا بين نيجيريا وساحل العاج مثيراً، وستعيش الجماهير التي ستحضر في ملعب “الحسن واتارا” لقاء قوياً بحكم المواجهة السابقة بين المنتخبين في الدور الأول، حيث بات كل منتخب كتاباً مفتوحاً لمنافسه ومن الصعب إيجاد حلول تمكن من إحداث الفارق.
وتعتبر النسخة الـ34 مثيرة، حيث لم يكن متوقعاً أن يصل المنتخبان إلى النهائي، ولكن وبعد مشوار مثير وبداية متعثرة نسبياً، فإن المنتخبين صعدا إلى الموعد الختامي بحثاً عن اللقب الغالي وسط غموض كبير، وهو أمر طبيعي بحكم أن الدورات السابقة أكدت التقارب في المستوى، وتعويض منتخب السنغال، بطل النسخة الأخيرة، قد يحتاج إلى ركلات الترجيح، كما أن عودة ساحل العاج القوية في البطولة تدفع “النسور” إلى الحذر الشديد.
لم يعرف منتخب نيجيريا الهزيمة خلال هذه النسخة، وهو ما يؤكد أنه كان صلباً خاصة من الناحية الدفاعية، حيث لم يقبل إلا هدفين طوال البطولة، في مؤشر على قوة المنظومة الدفاعية، غير أن حسم اللقب سيمرّ عبر استعادة هجومه القوة التي يُعرف بها، بما أنه في مناسبة واحدة سجل هدفين في لقاء واحد، ولن يكون من السهل على “النسور” حصد اللقب إلا إذا ظهر نجمهم الأول فيكتور أوسيمين بمستواه العادي، فقد سجل هدفاً وحيداً منذ بداية البطولة، وهو رقم لا يعكس قيمته الفنية وقدراته التهديفية التي أرعبت المنافسين في الدوري الإيطالي.
ويظهر منتخب نيجيريا في وضع أفضل من منافسه بانتصاره في آخر لقاء في الدور الأول 1ـ0، ولكن أيضا بفضل الاستقرار في النتائج والأداء.
وصول منتخب ساحل العاج إلى هذا الدور يعتبر إنجازاً كبيراً، خاصة أنه تخطى عقبة حامل اللقب منتخب السنغال، وبالتالي سيحاول أن يؤكد أنه استحق الفرص التي توفرت له، بما أنه تأهل ثالثاً في مجموعته وكان قريباً من الخسارة أمام السنغال في ثمن النهائي ومالي في ربع النهائي، غير أن الحظ كان في كل مرة إلى جانبه، وبالتالي تمتع بالفرصة الثانية كما أنه يريد استغلال ذلك من أجل الحصول على اللقب الثالث في مسيرته.
وسيعتمد منتخب ساحل العاج أساساً على الروح المعنوية العالية لنجومه ودعم الجماهير التي ستسانده بقوة من أجل الحصول على اللقب، بعد كل الأزمات التي ضربته منذ بداية البطولة، ولكنه كسب التحدي، بمدرب كان مساعداً في بداية البطولة وهو يقترب من كتابة التاريخ بعد العودة القوية.