فيما يستعد متحف اللوفر لأعمال ترميم كبرى، طُرحت فكرة غير متوقعة أثارت حماس الكثيرين، تتمحور حول “ماذا لو استضاف قصر فونتينبلو لوحة الموناليزا مؤقتًا، لتعود إلى المكان الذي احتضنها بعد أن اقتناها الملك فرانسوا الأول؟”.
الفكرة، التي بدأت كمزحة أطلقها النائب فريدريك فالتو، سرعان ما تحولت إلى مقترح جاد، مدعومًا بعريضة شعبية حصدت مئات التوقيعات خلال أيام، بحسب موقع “أكتوياليتيه” الإخباري الفرنسي.
وبينما يؤكد مسؤولو اللوفر أن اللوحة لن تغادر المتحف، يرى أنصار المبادرة أنها فرصة فريدة لإعادة تسليط الضوء على فونتينبلو كوجهة ثقافية، فهل يصبح الحلم حقيقة؟
ودعم عمدة المدينة، جوليان جوندار الفكرة قائلاً: “بدلاً من إرسالها إلى إيطاليا، أقترح أن تعود الموناليزا إلى قصر فونتينبلو، حيث وضعها الملك فرانسوا الأول بعد شرائها، سيكون ذلك بمثابة عودة إلى نقطة البداية”.
وأشعل هذا المقترح حماس عشاق القصر، وكان من بين أكثر المتحمسين له ماكسيم بايداكوف، طالب دراسات عليا في الحقوق يبلغ من العمر 22 عامًا، نشأ في فونتينبلو ولا يزال يعيش فيها.
وأطلق بايداكوف عريضة على الإنترنت بدافع من ارتباطه العميق بالمدينة، تحت عنوان “نعم لنقل الموناليزا إلى قصر فونتينبلو خلال أعمال الترميم في اللوفر”.
وفي غضون أيام قليلة، جمعت العريضة أكثر من 300 توقيع، إذ يؤكد بايداكوف: “أنا مقتنع بوجود فرصة تجعل من الممكن على الأقل مناقشة هذا الاقتراح داخل المؤسسات المعنية، لطالما سافرت الموناليزا عبر العصور، وفي العام 2018، أعلنت وزيرة الثقافة آنذاك، فرانسواز نيسين، أنها تدرس بجدية فكرة نقلها، فلمَ لا الآن؟”.
ورغم أن السيناريو يبدو مستبعدًا، فإنه ليس غريبًا من الناحية التاريخية، فقد وضعت لوحة الموناليزا في قصر فونتينبلو لما يقرب من قرن، منذ العام 1530، قبل أن ينقلها الملك لويس الرابع عشر إلى باريس.
لكن هل يمكن أن يتحول الحلم إلى واقع؟ بالنسبة لبايداكوف، الفكرة تستحق المحاولة: “حتى لو بدأت كمزحة، سنرى إلى أين يمكن أن تصل، في حال تحقق هذا السيناريو، فسيكون ذلك فرصة رائعة لتسليط الضوء على فونتينبلو ومنطقة سين ومارن الجنوبية، فضلاً عن توفير تجربة أكثر قربًا مع اللوحة بعيدًا عن الزحام المعتاد في اللوفر”.
أما فريدريك فالتو، فرغم أنه لا ينوي تحويل القضية إلى معركة سياسية كبرى، بيد أنه يرى فيها تذكيرًا بأهمية فونتينبلو كمركز ثقافي، إذ يقول: “فرانسوا الأول جعل القصر عاصمة للفنون، والموناليزا كانت جزءًا من ذلك التاريخ”.
ومع ذلك، يظل الموقف الرسمي واضحًا: لا مجال لمغادرة الموناليزا متحف اللوفر، لا قبل الترميم ولا خلاله.
وبحسب إدارة القصر: “بمجرد الانتهاء من القاعة الجديدة داخل اللوفر، سيتم نقل اللوحة إليها مباشرة”، لكن ذلك لم يمنع الحالمين من التمسك بالفكرة، كما كتب أحد الموقعين على العريضة: “فونتينبلو هو المكان الأمثل للموناليزا”.