أكدت الهيئة العامة للبيئة اهتمامها وتركيزها على الجزر الجنوبية الثلاث (كبر وقاروه وأم المرادم) بالنظر إلى أهميتها لناحية كثرة الشعاب المرجانية فيها وتنوعها وتميزها وفرادتها.
وقال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة الدكتور عبدالله الزيدان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن الشعاب المرجانية الموجودة بالجزر الجنوبية من شأنها حماية الجزر من عوامل التعرية علاوة على مساهمتها بوجود 25 في المئة من التنوع الأحيائي الموجود في البيئة البحرية.
وأضاف الزيدان أن لكل جزيرة طابعها الخاص فجزيرة (كبر) تتكاثر فيها بكثرة طيور (الخرشنة) أما جزيرتا (قاروه وأم المرادم) فتتكاثر فيها أنواع من السلاحف منها (السلحفاة الخضراء وذات منقار الصقر) وهذه السلاحف تستخدم الشعاب المرجانية كمأوى لها.
وأوضح أن للمرجان أهمية كبرى للسياح والغواصين فهي بمنزلة متنفس كما تعطي صورة جمالية وجذابة مؤكدا أن المحافظة على الشعاب المرجانية تعطي فرصة للانطلاق نحو السياحة البيئية وتشجيع الناس على رياضة الغوص وممارستها والتعرف على الكائنات الفطرية والمرجان الموجودة في بحر الكويت.
وذكر أنه رغم الأوضاع التي تمر فيها البلاد بسبب وباء (كورونا) فإن إقبال الناس على البحر قد زاد في فترة الصيف كما زاد توجههم إلى الجزر باعتبارها متنفسا طبيعيا لهم للقيام بنشاطاتهم الموسمية.
وبين أن الجزر شهدت ممارسات خاطئة من بعض الرواد كاستخدام بندقية الصيد تحت الماء ورمي المخلفات على سواحل الجزيرة وفي البحر فضلا عن رمي السن (المرساة) على المرجان وكسره لافتا إلى أن المرجان كائن حي نباتي وحيواني يقوم بعملية البناء الضوئي نهارا ويتغذى على العوالق البحرية مساء ويزداد طوله بمعدل سنتيمتر واحد كل عام.
وأفاد الزيدان بأن كارثة التغير المناخي تساهم في ابيضاض المرجان وموته في العالم أجمع لكن معظم الخبراء الذين زاروا الكويت اندهشوا من تكاثر المرجان ووجوده في مناخ قاس صحراوي في الجزر الجنوبية رغم ارتفاع درجات الحرارة والملوحة مما يؤكد قوته وقدرته على تحمل المتغيرات البيئية الشديدة كما يمكن الاستفادة منه وزراعته في أماكن اندثر فيها المرجان عالميا.
وقال إنه من خلال التصوير الجوي وملاحظات رواد البحر تعرضت جزيرة (كبر) للتعرية وتضاؤل مساحتها بسبب تكسير المرجان المحيط بالجانب الشمالي والجنوبي للجزيرة ورمي السن على المرجان وتدميره والذي يعد حاجزا طبيعيا للجزر ويكسر حدة الموج لكن عند تدميره واندثار المرجان تؤدي قوة حمل الموج على الشاطئ وتعريته وانجراف التربة إلى تضاؤل مساحة الجزيرة.
وأشار إلى أن الهيئة وزعت فرقا خاصة منذ فترة على الجزر وحررت مخالفات بحق الرواد الذين لا يلتزمون بالقانون البيئي ويسيئون إلى البيئة البحرية وذلك لمنع التعديات على البيئة البحرية خصوصا بيئة الشعاب المرجانية لافتا الى أن هناك مشاريع مستقبلية مع الفرق التطوعية والغواصين والمؤسسات الخاصة والحكومية بعمل مجسمات مصنوعة من مواد توضع في البحر لتساعد على توفير الموائل الخاصة للاسماك واللافقاريات واستزراع المرجان عليها.
واوضح انه سيتم وضع هذه المجسمات في الاماكن المتدهورة للمرجان حفاظا على الجزر من التآكل واستزراع المرجان المكسور من سن القوارب ولاثراء الشعاب المرجانية والتنوع الاحيائي حول الجزر الكويتية.