رغم جائحة «كورونا».. الكويت تواصل نهجها الإنساني وسط تحديات الشتاء القارس

مع دخول فصل الشتاء الذي يتميز بقساوته في العديد من المناطق بالعالم لاسيما مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن تفشي جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) واصلت دولة الكويت دورها الإنساني الرائد في إيصال المساعدات للمحتاجين والمعوزين حول العالم من خلال تلمس احتياجاتهم.

وفي هذا الاطار افتتحت السلطة المحلية بمحافظة (تعز) اليمنية مستوصف (خير الكويت) في منطقة (الشارق) بمديرية (جبل حبشي) الريفية حيث سيستفيد منه 50 الف مواطن بتمويل متبرعين من دولة الكويت واشراف الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية.

وخلال الافتتاح اعرب وكيل محافظة (تعز) عبدالحكيم عون عن بالغ الشكر والتقدير لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على دعمهم الانساني السخي للشعب اليمني.

واشار الى ما تمثله هذه اللفتة الانسانية الكريمة من قيمة كبيرة لدى المواطنين اليمنيين الذين ستوفر عنهم عناء التعب والسفر لساعات للحصول على خدمات طبية بجوار منازلهم وقراهم في غضون دقائق.

واوضح ان هذا التفاعل الشعبي الكويتي في الجانب الانساني بدعم الشعب اليمني في هذه الظروف يأتي امتدادا للدور الحكومي الرسمي في تشجيع العمل الانساني كجزء من النهج الذي تمضي عليه الكويت مؤكدا ان ذلك ليس بجديد بالنسبة لعلاقة الكويت باليمنيين اذ يعود لاكثر من ستة عقود.

ومن جانبه قال رئيس (جمعية الحكمة اليمانية فرع تعز) المنفذة للمشروع محمد الاخرش في تصريح له ان هذا المستوصف الذي يأتي ضمن حملة (الكويت بجانبكم) المستمرة منذ ست سنوات يعتبر مشروعا صحيا فريدا سيعمل على تقديم الخدمات الصحية المختلفة لابناء المديرية والقرى القريبة.

واضاف أن الموقع المتوسط الذي تم اختياره بعناية لبناء المشروع سيمكن ما لا يقل عن 50 ألف مواطن من الاستفادة من الخدمات الطبية والصحية والرعاية الاولية التي سيقدمها المستوصف.

ولا يمر أسبوع إلا ويكون لأيادي الكويت البيضاء باع في الأراضي الفلسطينية المحتلة نظرا لما تعانيه من أوضاع اقتصادية صعبة تترافق مع التحديات التي يمثلها الاحتلال وتلك التي تخلفها جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).

وفي هذا السياق اعلنت لجنة زكاة الدرج بمدينة غزة توزيع أربعة الاف طرد غذائي على العائلات الفلسطينية التي تخضع لحجر صحي بسبب تفشي عدوى فيروس (كورونا المستجد) بدعم من (الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية) في الكويت لمشروع (التدخل الاغاثي الطارئ لمكافحة فيروس كورونا).

وقال رئيس لجنة زكاة الدرج عبد القادر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) “ان العمل جاري على توزيع نحو أربعة الاف طرد غذائي للعائلات الفلسطينية المحجورة بسبب تفشي فيروس (كورونا المستجد) بتمويل من (الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية) في الكويت”.

وأوضح ان السلة الغذائية جاءت كإغاثة عاجلة لما يعانيه قطاع غزة من ارتفاع في نسب البطالة والفقر بغزة مشيرا الى انها تتكون من عدة احتياجات أساسية تكفي ثلاثة أسابيع للأسرة الواحدة لتوفير ما يلزمهم خلال فترة الحجر المنزلي.
وتقدم أبو النور بالشكر الى دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا الى جانب (الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية) الممولة للمشروع لمساعدتهم الدائمة للآسر في قطاع غزة وسط الظروف القاهرة التي يعيشونها.

ونظرا لما يعانيه لبنان من أوضاع اقتصادية صعبة قامت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بتوزيع كسوة الشتاء في إطار مشروع (الشتاء الدافئ) على مئات الأسر اللبنانية بمنطقة (عكار) شمال البلاد.

وقال رئيس بعثة الهلال الأحمر الكويتي الى لبنان الدكتور مساعد العنزي في تصريح ل (كونا) ان “توزيع البطانيات وكسوة الشتاء شمل 300 أسرة لمساعدتها مع بدء موسم الشتاء الذي يتميز بقساوته في شمال لبنان لاسيما مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية خصوصا مع تفشي فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19)”.

قد كان هذا الأسبوع حافلا بالاحتفالات الخاصة بالعمل الإنساني.

وبمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف اليوم ويحمل هذا العام شعار (معا نستطيع من خلال التطوع) أكد مسؤولون في الأمم المتحدة ودولة الكويت أهمية التعاون المشترك في مجال العمل التطوعي باعتباره سلوكا إيجابيا يرسخ مبادئ العطاء دون مقابل ومساعدة الضعفاء وتنمية الشعور بالمسؤولية والالتزام كما أنه رمز لتطور الأمم وحضارتها وازدهارها.

وأكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى الكويت الدكتور طارق الشيخ في بيان أهمية “تضامن ملايين المتطوعين في جميع أنحاء العالم ضد التهديد المباشر الذي يمثله فيروس كورونا”.

وبهذه المناسبة كذلك قال رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال الساير في كلمة له ان المتطوعين والمتطوعات في الهلال الاحمر الكويتي سطروا صفحات مشرقة من البذل والعطاء متسلحين بالهمة وإنكار الذات وحب الخير.
وأوضح أن هذه المناسبة تأتي لتأكيد أهمية العمل التطوعي كقيمة إنسانية نبيلة يحتفل فيها العالم تكريما للعمل التطوعي والمتطوعين ولدعم دورهم في تحقيق التنمية الشاملة في مجتمعاتهم داعيا الى نشر ثقافة التطوع وتسليط الضوء على أهمية العمل التطوعي وإبراز الجهود الإنسانية التي تقوم بها جمعية الهلال الاحمر الكويتي.

وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام وتأكيدا على اهتمامها بهذه الفئة قامت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بتوزيع اجهزة طبية وملابس وكوبونات شراء على عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة اضافة الى تقديم الرعاية والاهتمام عبر الأنشطة المجتمعية المختلفة التي تشجعهم على الاندماج في المجتمع.

وبهذه المناسبة قالت الأمين العام في الجمعية مها البرجس لوكالة الأنباء الكويتية إن اليوم العالمي لذوي الإعاقة يهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة واشراكهم في المجتمع بصورة كاملة ومساواتهم مع الآخرين.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ إن الأشخاص ذوي الإعاقة يتأثرون بشكل كبير بالعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على جائحة كورونا العالمية.

وثمن جهود هيئة ذوي الإعاقة الكويتية والدور الفعال الذي تؤديه من خلال اتباع استراتيجية تستند إلى النهج القائم على حقوق الإنسان في تناول مسألة الإعاقة وخاصة في النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة اذ هم من بين الأكثر تضررا من فيروس كورونا في العالم.
من جانبه قال ممثل اليونيسف في الخليج الطيب آدم إن الأطفال ذوي الإعاقة أكثر عرضة لخطر مضاعفات الجائحة ومع ذلك فهم يواجهون العديد من العقبات في الحصول على تدابير الوقاية ووسائل الرعاية لذلك يجب أن تأخذ جميع البرامج بعين الاعتبار مختلف الاحتياجات الخاصة.

من ناحيتها أكدت المدير العام للهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الدكتورة شفيقة العوضي أن أهم أهداف هذا اليوم الدعوة إلى زيادة الوعي لأجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتعد الجمعيات الخيرية الكويتية علامة بارزة في ساحات العطاء الإنساني بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في جميع المناطق وجهودها التي تندرج كجزء من الواجب الإنساني الذي يعبر عنها الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعبا.

Exit mobile version