فارس الهمزاني: أعمل بذكاء.. لا بجهد!
لا يختلف اثنان على أن الجهد والتعب في العمل يسهمان في زيادة فرص الترقي والحصول على المميزات والعلاوات مقارنة بالذين لا يجتهدون. لكن هل فعلا صحيح أن الجد والاجتهاد وحدهما بوابة للتميز، بل الطريقة المثلى للوصول إلى القمة؟ وهل العمل بذكاء يختصر كثيرا من الجهود؟
لدي صديق في كل مرة أشاهده يقول لي إنه مجهد من العمل، لكونه يوجد على مكتبه يوميا في الصباح الساعة السابعة صباحا، ويخرج في أحسن الأحوال الساعة السادسة مساء – بل أحيانا يمتد به الوقت إلى الساعة الثامنة مساء .
وفي كل مرة نبدأ النقاش حول هذه الدوامة خصوصا أنها أثرت في أسرته وعلاقاته مع الناس. اختصرت له الحكاية بأن عليه أن يعمل بذكاء لا جهد، لأن أغلب وقته يضيع في أشياء بسيطة لا تستحق كل هذا الوقت الضائع. إن وضع أولويات للمهام الصغيرة التي لا تأخذ وقتا طويلا وتضاف ضمن الإنجازات خطوة جيدة، بدل البدء في المهام الكبيرة التي تحتاج إلى وقت وجهد أطول. أيضا حكاية الاجتماعات المتواصلة التي لا تتوقف. فالاجتماعات ضرورية ومهمة ولا بد منها، لكن الوقت وما يحدث داخل غرف الاجتماعات يحتاج إلى ضبط وإتقان.
فالحوارات والأفكار الجديدة التي تطرح على طاولة الاجتماعات تساعد على تمديد الوقت. كما أن الدخول إلى الاجتماعات دون أجندة والخروج بلا مهام هو مجرد تسلية وفضفضة. أكثر ما يضيع الوقت هو كثرة المشتتات وعلى رأسها الجوال وعدم وجود فترات راحة بين ساعات العمل. كما أن وجود جدولة للمهام وتحديد وقت إنجازها بواقعية أمر في غاية الأهمية. بالمختصر لا يمكن أن تنجز الأعمال في يوم واحد، فالعمل بذكاء قادر على صناعة توازن بين معادلات العمل والحياة.