#مقالات | منيفة العازمي: الابتسامة العذبة
لكل انثى ابتسامة لها عنوان ففي حال الرضا لها ابتسامة وفي حال السخرية لها ثانية وفي حال الفرح لها اخرى وتتعدد ابتساماتها في كل موقف ولكنها أبداً لن تكرر تلك “الابتسامة العذبة” لاحد، هي ابتسامة تتراقص في حنايا الروح مصدرها القلب واستقرارها في قلب الشخص المعني، هي ابتسامة عذبة لا ترى الا حين تلمح المرأة الرجل الذي سكن قلبها فقط.
هي ابتسامة تظهر بلا ارادة من المرأة لأنها تلامس القلب وتفضح العينين وترافق الروح، هي ابتسامة المرأة لظلها الآخر ونصفها المفقود، هي تلك التي تشرق معاها اي امرأة لتبدو بأبهى حلة وان لم تثقل الزينة ولم تتكلف التجمل، هي تلك المسحة العذبة التي تدثر المرأة بلباس الخجل وتلونها بريشة الفرح البريء، وهي عصا سحرية تضرب على احساس كل النساء لتشعرهن بأنهن على متن سحابة تكاد تحلق بهن في سماء سابعة.
هي اشراقة وجه وانفراجة شفتين وضحكة قلب وكثير مما لم يقال، هي اعتراف صادق بملكية القلب واحتواء الروح وتعلق العقل ورسوخ التفاصيل وان قل اللقاء، تلك الابتسامة هي مما ندر وجوده وقل ظهوره واستبشر الناس بقدومه، لانها تعني الكثير وتخص القلة النادرة من الناس في زمن كثرت به الماديات وقل الصدق وندر به العطاء، فهذه الابتسامة هي منحة تقع في قلب من كان عنوانه الصدق.
هي تحية المرأة لنفسها بأنها المستحوذة على قلب الطرف الآخر وان لم تتجاذب أطراف الحديث ولم يكن هناك أي اعتراف لفظي، بل هي سيدة الموقف والمسيطرة على كل حديث قيل ام لم يقال، هي رجاء الرجل بأن يراها يوماً ما على محيا أي امرأة يكن لها الكثير من المودة ويخفي لها الكثير من الاحترام، هي دعوة رجل بأن يلقى قلبًا صادقاً وابتسامة عذبة لم تظهر الا له وحده.
تلك الابتسامة التي نتحدث عنها هي التي لم يمكن وصفها ولم يكتمل الحديث عنها ابدا ً، هي تلك الأغنية التي ألفت بها عشرات الابيات، وسخرت لها ألاف الآلات ولكنها تنتظر وقتها المناسب لتعزف مقطوعتها الخاصة وتظهر فنها المتفرد، هي تلك العذوبة التي لم تكذب ولم تبهت ولم يتغير لونها بل ظلت مشعة مظهرة اشراقاتها في حياة كل من يعنيه الأمر.
“الابتسامة العذبة” هي حصيلة سنوات من الانتظار وهي رصيد القلب في الانتظار ليحل مكانه، وهي عناية المرأة بنفسها وبروحها وهي تجردها من دعامات العقل الذي يروضها لئلا تبوح، وإلا تظهر “الحقيقة” بل تكون في حالة “غموض” لا يحل وان تكون في حالة “هروب” لا استقرار لها، الا ان تلك الابتسامة هي ما يخالف ذلك كله وهي مما يظهر بلا استشارة عقل وبلا استئذان قلب.
تلك الابتسامة هي الموجه الاول للمرأة بأن الحياة لن تتكرر وأنها فرصة واحدة وقلب وحيد وروح لم تصادق الا من أحبته وألفته، هي تلك الرسمة الخارقة التي ترتسم على وجه كل أنثى حين الدخول لقلبها وحين الاستئثار بروحها وحين التخلي عن حريتها بسيادة الرجل عليها، هي فرصة لا تكرار لها وهي تعبير لا يخطئ من يعنيه ، وهي العذوبة التي لا تنقطع.