عند الأزمات ينطوي الرخاء تحت شعاع المساواة ، فيشع العدل نوراً تتساوى بها الأرواح العنصرية مع الأرواح الطاهرة فيكون عنذ ذلك الانفراج .
وفي الأثر لا انفراج الا بعد شدة ولا معنى للحرية الا بعد الأسر والعبودية ، فالناسُ نيام إذا ماتوا انتبهوا ، قد يكون الانتباه للعنصري في الأزمات من غفلته فينتبه عن نومه العميق في روحه السجينة داخل نفسه الجشعة .
تتساوى الرؤؤس دائماً في حالة الأزمة ، ولكن الموعظة بعد الأزمة قد تكون أو لا تكون فعند تناهي الشدة تكون الفجرة، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء للنفس الغارقة في شجعها والمنطوية في طيات ظلامِها .
فيتلاشى كُل عُنصريٍ حقود في بقاعه ويُنسى كأنهُ لم يكُن ، وعند ذلك يفرح المظلوم صادحاً بفرحته وهو يرى من سلبهُ حقه يتلاشى بالحرمان وخائفاً يدعو الله ! أن تمر الأزمة لتعود إليه عنصريته الحمقاء !
وكل العجب أنه عندما تعود عنصريته يزداد عُجُباً ويتفاخر كَذِباً أن الفضل يعودُ إليه وينسب الانفراج من الأزمةِ إليه وينسى فيُنسى .
يا غارقاً في الظُلم تصحو حينما
تأتيكَ أزماتُ المظالم .. كالنَدى
تبكي فترنو للعدالةِ ….. طالباً
منها إنفراجٌ كي تعود كما الصدى
مناحي الشريف