“الثروة بلا شك ليست الهدف الذي نسعى إليه، لأنها مفيدة للوصول إلى شيء آخر فحسب.” – أرسطو.
يهدف برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية إلى رفع المستوى المعيشي للأفراد من خلال توفير الفرص لهم ومنحهم حرية الاختيار، عوضا عن التركيز على الازدهار الاقتصادي من أجل رفع المستوى المعيشي للأفراد. وقد انبثقت هذه الرؤية من عمل شخصيات اقتصادية بارزة هم (محبوب الحق)، و(أونر كردار)، و(آمارتيا سن) الذين قاموا بتطوير نظرية “التنمية البشرية”.
من خلال نظرية التنمية البشرية يعتبر النمو الاقتصادي مجرد وسيلة لتوسيع نطاق الاختيارات للأفراد، مما يمكنهم من قيادة الحياة التي يقدرونها لأنفسهم.
لذلك يعتمد برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية ستة ركائز:
– العدالة: يملك الجميع الحق في الحصول على تعليم مناسب ورعاية صحية، انطلاقاً من مبدأ العدالة والمساواة بين الجميع.
– الاستدامة: يملك الجميع الحق في الحصول على مصدر رزق ثابت ودائم، في ظل وجود توزيع عادل للثروات.
– الإنتاجية: يملك الجميع الحق في المشاركة الكاملة في عملية دخل الأجيال، بمعنى أن الحكومات بحاجة إلى وجود برامج اجتماعية أكثر فاعلية يتم تقديمها لأفراد المجتمع.
– التمكين: يملك الجميع الحق في اختيار طريقة التأثير في التطوير واتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم.
– المشاركة: يملك الجميع الحق في المشاركة والانتماء لمجتمعات وجماعات كوسيلة للإثراء المتبادل، وكمصدر للقيمة الاجتماعية.
– الأمن: يملك الجميع الحق في الحصول على الأمن الذي يوفر الفرص للتطوير بحرية وأمان في ظل وجود ثقة بأنهما (الحرية والأمان) لن يزولا فجأة في المستقبل.
بناء على هذه الركائز تعمل نظرية التنمية البشرية على استثمار الأفراد وتطوير القدرات البشرية التي تؤمن للأفراد حياة أكثر صحة واستدامة وأمن وسعادة. لضمان استفادة المجتمعات المعنية من برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية، تصدر الأمم المتحدة “التقرير السنوي للتنمية البشرية”، ترى ما هو هذا التقرير؟ وإلى ماذا يستند؟ وإلى ماذا يهدف؟
دانة محمود النوري