المبدأ معنى عظيم فطري يتلاشى لسنٍ معين ولكنه يُكتسب لكافة البشر من خلال تجارب الحياة ومرارتها ، المبدأ أهداهُ رب العباد لكافة البشر ليستقيموا سائرون على طريق الحق ومن أعظم مبادئ الحياة المتلاشية المهداة إلى البشر هي الحرية .
وهنا الامام الحسين “ع” صوت الحرية قد صدح عالياً (إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احراراً في دنياكم) موجهاً كلماته إلى الظالم ليتحرر من عنصريته المقيتة وإلى المظلوم ليتحرر من قيود الخوف بحياته ليكتسب الشجاعة الملقاة بجنب عاتقه .
فعندما يؤمن الشخص بالحرية، فلا بدّ أن يؤمن بأنها لغيره كما هي له ، وأنه لا يجوز لهُ أن يسحبها من غيره ويختصها لنفسه ، وعليه أن يؤمن بأن حياته تكمن بالحرية وغير ذلك ستؤدي بهِ إلى الجحيم عاجلاً أم أجلاً .
فلا بد للحُر أن يعتقد بحقه الكامل كبشرٍ مخلوقٌ من ماءٍ وطين ليكتسب أهم المبادئ التي ساروا عليها أعظم البشر ، هيهات من الذلة جُملةً رددها سبط الرسول من مبدأٍ عظيم لا يدركهُ من لا مبدأ له !
وأما الخضوع بصورة مُذِلَّة، على نحوٍ لا يليق برجُل حرّ تُنافي المبدأ تماماً بل تُصادم النفس وتُكسيهِ ثوب الخنوع وتلبسهُ تاج التخاذل سالبةً منهُ أغلى ما يملك .
يا شعب إن الظلم … كشرَ نابهُ
في نهشِ أجسادِ العِباد وكَبرا
نَحر العدالة بالسيوفِ مُواسياَ
شِمرُ الرجاسةِ من مثالٍ أغبرا
لا عيش يحلو والحياة دقيقةٌ
انهض لتنزع ما توسلَ بالكرى
سلبوكَ حقكَ والكرامة بينما
أنتَ بقعر الجُبن أنت مُحقرا
مناحي الشريف
