#آراء | مناحي محمد الشريف يكتب “النفس البشرية”

إن محاولة فهم وإستوعاب جوهر النفس البشريه ليس بالسهل البسيط ففي كُل إنسان طباعٌ انطبعت وتولدت وكبرت وترعرعت في جوهر النفس من الصغر  لترسو وتطفح عند الكبر ،و مفهموم الطبع في علم النفس هي مجموعة مظاهر الشعور والسلوك المكتسبة والموروثة التي تميز فردا ً من آخر ، فذا يحملُ في طباعهِ التملُق وذا يحملُ العُجب وذا يحملُ الثرثرة وذا يحملُ الغرور وذا يحملُ الحقد وذا وذا يحملُ الخوف الفطري وذا يحملُ الخوف المكتسب وذا يحملُ الغِل والضغينه ، فكل طبع في النفس الباطنيه ترفهُ عن حالها فتخرجُ الطباع الباطنيه للخارج و للملأ وكما قال الأمام علي عليه السلام ( ‏”تَكلموا تُعرفوا ، إن المرء مخبوءٌ تحت لسانه فإذا تكلم ظَهر ) .

ومما لا شك فيه أن الدعوة المحمدية المتمثلة بخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم قد أُتيت بحلول سليمه للبشريه والإنسانيه وكما وُردَ في الحديث الشريف  «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً».

وقد أعطى النبي ( ص ) للإمام علي ( ع ) علومٌ جما قد دونها الأمام في أقواله و خطبه وحكمته وأفعاله ( ‏انا مدينة العلمّ وعليٌّ بابها )

وقد أعطى الامام من مخزونهِ البلاغي لكل بابٍ من أبواب النفس أساليب عدة للتشافي الذاتي أو أساليب قيمه لتجنب الأضرار النفسيه .

وقد أوجز الإمام عليه السلام بتعريف النفس البشريه بتنصنيفها إلى أربع أنفس يتكون منها جوهرُ النفس

قال كميل بن زياد رضي الله عنه : سألتُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) فقلتُ له: أريد أن تعرفني نفسي.

فقال الإمام : يا كميل، وأي الأنفس تريد أن أعرفك.

قلت: يا مولاي، هل هي إلا نفس واحدة؟

قال الإمام : يا كميل إنما هي أربع: النامية النباتية ، والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية ، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان.

فالنامية النباتية لها خمس قوى: جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها خاصيتان، الزيادة والنقصان وانبعاثهما من الكبد وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان.

والحسية الحيوانية لها خمس قوى: سمع وبصر وشم وذوق ولمس، ولها

خاصيتان، الشهوة والغضب، وانبعاثهما من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع.

والناطقة القدسية: ولها خمس قوى، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة، وليس لها انبعاث، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان، النزاهة والحكمة.

والكلية الإلهية ولها خمس قوى: بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل، وغنى في فقر، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان، الرضا والتسليم، وهذه هي التي مبدؤها من الله، واليه تعود

مناحي محمد الشريف

Exit mobile version