حين يكون القلب بيد من تحب تصبح الرؤيا ضبابية، يختل ميزان الكون وتنقلب كفتي العدل لتصبح احادية السيطرة.
أحبته كما لم تحب امرأة رجل قط، لا لضعفها ولكن لتغلغله الشديد بها وهي التي سمحت بذلك .
أحبته كما لم تعرف أنثى حلاوة الاشتياق واللهفة والبحث القاتل عنه ليل نهار ، أحبته كما لم تعتد امرأة على مشاعر جديدة تتكالب على قلبها الصغير لتلونه بألوان الطيف البديع ، أحبته لانه اقتحم مسارات السعادة لروحها ولانه الوحيد الذي له التصريح الكامل بالولوج لحنايا قلبها وأعماق عقلها .
ومع كل ما كان ممكنا ان يقع لها من احداث جميلة الا انها كانت ومازالت تحاصرها حبال الخوف وتقيدها ألسنة الناس الحادة، سكاكين تقطع أحشائها ليس لأنها تحبه فقط بل لأنها تكاد تفقد ”نفسها” في حضوره وغيابه، ولأنها المعروفة ”بالعقل الكامل” والـ”الثبات الشديد” ولأنها حلم كل رجل ممكن ان يتمنى انثى ولانها أمنية كل ام تدعو لولدها بالأفضل .
كانت هي الوحيدة التي أحبته وكان هو الوحيد الذي لم يصدق معها، ترى ذلك ولكنها لا تصدقه ، وتعلم بهذا ولكنها تنكره وتتيقن به كثيرا ولكنها تكذبه، يا لوحشة القدر حين تميل الكفة لجهة واحدة فقط وتترك الأخرى معلقة بيد او بقلب او بـ ”أوهام” .
أحبته ولكنه بمواقف كثيرة كان يقتلع أزهاراً تنمو بقلبها لتهديها له، أحبته وهو الذي يشتت أركان حبه لها بإدعاءات باطلة بالحب الصادق لها، أحبته وهو الذي يشوه كل صورة جميلة تكاد تنعكس في ملامح وجهه بكذبه المزعوم بالوله والشوق لها .
فكل حدث كان يجمع بينهما يعزز البعد الجازم وكل صوت كان يصدر سراً وعلنًا كان يصرخ بالفراق النهائي بينهما وكل كلمة كانت تأبى ان تكون جملاً تفيدها الا بالمستقبل الوحيد بها .
ورغم ذلك كله فهي التي تستيقظ كل يوم لتعطيه اجمل ما تملك ولتستودعه قلبها.
منيفة العازمي
للإطلاع على مدونة الكاتبة:
https://blackmoon2009.wordpress.com/