حاجة الإنسان للإلتقاء بشخص آخر تتقاسم معه الحياة هو حاجة ضرورية ، فالكل يتفق عليها ويساندها ، ولكن الأبقى والأجمل ان تتكلل هذه العلاقة بصلة أقوى الا وهي الصداقة .
من الجميل جدا ان يكون لك صديق يكون مصدر فرح ومنبع مواساة ومكانًا لكل إنجاز ومصدرا ً لكل رائع ، وهذه العلاقة ليست بالشيء السهل للطلب او الحصول عليه بل هي نتاج سنوات من التلاقي والأخذ والعطاء ، وهي نتاج الكثير من المضي في دهاليز الحياة الجميل منها وغيره .
الصداقة هي الروح التي تزين الجسد، وهي الهواء الذي يمدها بالحياة ، وهي اجمل علاقة على وجه الارض واطهر نسب يجمع بين الناس ، فمن وجد صديق فقد حاز الخير الكثير .
فالصداقة مفتاح الأرواح وهي النبع الصافي الذي يعمق العلاقة، وهي الدافع الأكبر للكثير من الإنجازات والعديد من العطاءات ، فمن تكللت علاقته بهذه السمة الجميلة فهو من المحظوظين على وجه الارض .
قد تعيق هذه العلاقة العديد من معوقات الحياة ولكن اذا كانت قوية وذات طراز خاص فهي لابد ان تبقى بل تتواصل بالازدهار لأنها مبنية على وثاق متين وهي مطرزة بالتمسك بالطرف الآخر مهما جادت به الحياة من الجانب الحسن او حتى جوانبها السيئة .
الصداقة وليدة الزمن وهي راعية للإختلاف بين الأشخاص، تزيح ما قد يعيق التقدم لانها نابعة من قلوب صافية واعتقادات بأن المشترك بين الاثنين هو الوقت وان مرورهما بمضمار الحياة إنما هو طبيعي بل من اللازم ان يكون ملازماً للحياة وهو ما يعطيها لوناً زاهياً وثقة بالاختيار الصحيح لإكمال المسير معاً .
الصداقة هي اليد الثالثة التي تعين على مصائب الحياة وهي العصا التي نتكئ عليها ان طال المسير وعجزت الأقدام عن الوصول وهي الهمة العالية والدافع الأقوى لبذل القادم وادخار الماضي كإرث لا يقدر بثمن .
منيفة العازمي