أن تحب في هذه الحياة هو قدر قد كتبه الله لك ونعمة قد حازها من نالها ببراءة وطهر ولكن ان ينقلب القلب ليبغض من احبه فهذا أمر آخر قد يحدث للقلة القليلة الذين نشعر نحوهم بالأسف والتعزية .
ان تكون الذكرى مؤسفة وان تكون الصورة مشوهة هو رصيد بائس في حياة من عاش هذا الشعور البغيض ، ماض بائس وذكرى تعيسة تحملها قلب أي أنثى هو هزيمة بشعة في حق كل رجل يدعي الرجولة ، فان لم تحبها فلا تكن ذكرى سيئة تسكن قلبها ولا تكن ماض يتسم بالسواد كلما حلت الذكرى أو انتقلت دفة الحديث ليتجاذبها قلبها بالألم قبل لسانها .
أن ينتقل الشعور من التلون بألوان الفرح والسعادة ليتشح بالسواد هو ضعف قيادة الرجل للوصول لبر الأمان في حفاظه على العلاقة السوية بينه وبين أي امرأة كانت ، فمنتهى أمل المرأة ان تخوض تجارب سعيدة وان تبتعد كل البعد عن الخوض في معارك مؤسفة تكون هي الخاسر الوحيد بها وزيادة على ذلك ان تكلل بالفشل وأن تتوج بالألم .
كن لها قمة الشهامة في المحافظة عليها قبل الخسارة المتناهية بينكما ، فمجاذبة الحياة بينكما ليست بمعركة يفوز بها الأقوى ويترك الخاسر ليداوي جراحه وحيداً وبلا أدنى مساعدة بل الأدهى والأمر ان يكون الرجل هو المتفرد بالكفة الراجحة من سعادة واستقرار وأمان بعيداً عن كل سوء وأن تكون المرأة هي المكابدة للخسارة المتتالية نفسية كانت أم جسدية .
فالمجتمع لا يرحم الضعفاء ولا يعترف بالمهزومين ، فكيف اذا كانت المرأة هي الكفة الأضعف فبلاشك لن تترك لتنعم بالسلام فكل شيء سوف يطاردها وكل شيء سوف ينقلب بطبيعة المجتمع التعيسة لضدها فلا مستقبل تراه ولا حاضر تعيشه ولا ماض تهنأ به .
فالمرأة دائما ما تقع تحت الضغط المحكم من كل الجهات بل يزداد الحمل عليها كلما كانت هي المتضررة في أي تجربة ، ويخرج الرجل بأقل الخسائر في مجتمع يرجح كفة الأقوى دون النظر في تفاصيل الموضوع ولا يلتفت أبدا لإضافات قد توجه المسار او تغيره في اي حال من الأحوال ، وكأن لسان حالهم يقول ” نهاية متوقعة ” وحال معروف لمن تركت نفسها عرضة لقال وقيل ، ولمن سلمت نفسها لعلاقة خارج إطار المسموح .
فالرجل وان تلوث بالخروج عن حدود المسموح والممكن الا انه في جميع الأحوال لا ينظر له الا بالكمال المزيف لانه في مجتمع لا ينقص من قدر اي رجل كان ، بل يساق الى الصفوف الأمامية كلما تراجع في سلوكه وأخلاقه وتصرفاته ، فتراه ينفض اي حادثة تعلق به وكأنها ورقة ساء استخدامها وحان الوقت للتخلص منها .
فالرجل في جميع الأحوال يساق نحو بر الأمان ونحو النجاح والظفر بجميع مقاصده في حين أن الأنثى هي الخاسرة الوحيدة وخاصة اذا كانت خسارتها أليمة وكان الثمن
” قلبها ”
منيفة العازمي