انتفضت منصات الإعلام الإجتماعي ثائرة حول بعض اللقطات و الصور المتداولة عن قيام افراد و جهات بمحاولة الحد من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في عدد من مناطق الكويت عبر “تسميم” هذه الحيوانات التي نالت نصيب من حلول “غير عملية” و “غير اخلاقية” بعيدة كل البعد عن منظور الرفق بالحيوان و أنا شخصياً لا انكر تعاطفي مع الفكرة التي دعت لها الحملة، و هنا تداعت مجاميع منددة بهذا الأمر و داعية للحد من هذه التصرفات غير المسؤولة التي تعكس نظرة غير انسانية ناهيك عن البُعد الدولي للأمر الذي تفاقم نتيجة سعي البعض لتصوير البلد ككل بأنه “جحيم” للحيوان عبر كيفية التعامل معه! و هذا ما لم يعجبني شخصياً!
لا أحد يعترض على حق الناس في التعبير عن آراءهم او مبادءهم او ميولهم – وفق القانون – ولكن الأمر الذي لم يحسب الكثير ممن انتفضوا في “ثورة الكلاب”، ان يخرج بعض “الشاطحين” المغردين خارج سرب المنطق و الموضوعية و وجود رسالة الانسانية الحقة التي لا يختلف عليها الكثيرين و أنا منهم بأن “تسميم الكلاب” طريقة وحشية للتعامل مع هذه الحيوانات الضالة التي من الممكن ان يتم تطويق خطرها على المجتمع بشكل افضل! في حين يخرج علينا فرد ليفسد بحماقته الرسالة بشكل مقزز و مسيء و مرفوض! عبر وضع “علم البلد” على جثة كلب!
من ناحية القانون، هذا امر غير صائب! و حتى من ناحية الإعلام فهو مبعث على الاشمئزاز لأن الرسالة الإعلامية للحملة “تدمرت” بسبب فعل طائش! وهذا نموذج على كيفية ان يكون لدى الداعين في حملة “ايقاف تسميم الكلاب” رسالة سامية و راقية و لكن في المقابل ان يكون في جسد الحملة عضو يحطم ما سعوا إليه من خلال مثل هذا التصرف الذي مثل اضافة سلبية كحال المتباكين بشكل تمثيلي او مستجدي العاطفة مثل بعض من إدعوا مساندة التوجه لكنهم في الواقع قدموا الإساءة بدلاً من الدعم.
نعم قضايا المجتمع كثيرة! و هناك من صاح “من صجكم!” ولكن اعتقد بأن التصرف الأخير الذي شاهدناه، شوّه بشكل كبير نداء إنساني مهم .. خفت بعد اهانة علم بلد! مع الأسف ..نتيجة عقلية حمقاء!
يوسف كاظم عباس