لقد دعانا الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل للتفاؤل والثقة بالله وحسن الظن به، وبذل الأسباب ثم التوكل عليه، واستشعار معيته في كل لحظه من أعمارنا، وخاصة عندما تعصف بنا الخطوب، وتزداد المحن، وتشتد بنا الأزمات والكوارث.
فقال سبحانه وتعالى (الله لطيف بعباده)، وأيضاً (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، ويقول المختصون بعلم النفس، ان هناك علاقة طردية بين التشاؤم وبين مايصيب الانسان من مظاهر الاعتلال النفسي وما ينتج عنه من ضعف همة ونظرة سوداوية وتوقعات لأسوا الاحتمالات، فتترسخ في العقل الباطن، لذلك حثنا الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه على البعد عن التشاؤم والتمسك بالتفاؤل.
و في السنة النبوية المطهرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، انه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعجبه الفال الحسن، ويكره الطيره، وهي التشاؤم، وكانت العرب تتوقع السيء وتتشاءم من أسماء او حيوانات او أحداث.
والتفاؤل، سنة نبوية تكون الآثار المترتبة من اتباعها، والأخذ بها إيجابية، تتمثل بالتصرفات والمواقف والطاقة الإيجابية وصفاء النفس وارتفاع الهمم، وكما قيل الهمة.. قمة.
إن التفاؤل في ظل ما نمر به من كارثة ووباء وابتلاء اجتاح العالم، فلم يسلم منه بيت مدر، ولاوبر أضحى كالقمر، في ليلة البدر، ينشر الضياء في الفيافي المظلمة، او هو نور في آخر النفق نتمسك بالوصول إليه، و اسال الله ان يجعل بظهوره، ولذلك علينا أن نتفاءل، ونحث غيرنا على التفاؤل، وأن نحيي ونشد من أزر كل العاملين في مواجهة هذا الوباء، كل في مكانه، اطباء وفنيين ورجال الشرطة والحرس الوطني والعاملين في الطيران المدني والتجارة ومحطات توليد الطاقة، وكل من يلعب دورا ايجابيا في مجاله، او إلتزم بالتعليمات، وجلس في بيته، واستثمر وقته بما يعود عليه بالنفع في الدارين.
لنكن على ثقة بربنا، وأن فرجه سيكون قريبا، واقرب مما نتصور، وانه لا يوجد عسر.. إلا وتلاه يسر.
اللهم إدفع عنا وعن البشرية جمعاء هذه الوباء، وبارك في جهود من يتصدى له واحفظنا بحفظك.