” إذا انتظرت الغد وعملت من أجله فسوف يأتي سريعًا، وإذا لم تنتظره ولم تعمل فسوف يأتي سريعًا أيضا.” مثل سنغالي.
بعد جائحة كورونا وتعطيل كافة مؤسسات الدولة والحجر الصحي الاجباري لكافة أفراد المجتمع وفجأة ومن غير سابق إنذار نجد أنفسنا وقد تجردنا من كل ما نملكه.
الجامعات توقفت والأعمال انتهجت النهج نفسه والمخططات تأجلت لأجل غير مسمى حتى ساد نظام جديد على العالم شدّد فيه على التباعد الاجتماعي.
تجردنا من حياتنا اليومية المعتادة بكل بساطة، ونتيجة لتلك الأزمة الصحية الطارئة أصبح التسويف عادة يومية، بل لم يعد الكسل أو الخمول من الخطايا السبعة وأصبح مرحبا به في كل حين.
المهام تراكمت والأنشطة أوجلت ولم يعد الفرد منّا يقوى على فعل شيء يخرجه من روتين الحياة الإجباري، ولكن ما الذي يمنعك من استغلال هذه الفرصة والبدء بتحقيق ما ترغب به منذ مدة؟!
هناك مثل أجنبي دائما ما نسمعه ويتردد للروائية ماري إيفانس (جورج إليوت) تقول فيه: (It is never too late to be what you might have been.)، أي أنه لا يفت أبدا أوان كون المرء ما كان يمكن أن يكونه!
وبما أن الحياة مستمرة ومادامك تلتقط أنفاسك اعمل وبادر وابدأ مشروعك الذي لطالما حلمت به، استكمل تعليمك العالي، اقرأ كتابك الذي ركنته لتقرأه بالوقت المناسب.
وعلى فكرة، لا يوجد وقت مناسب. الوقت المناسب هو الآن. إذا أردت شيئا بحق اعقد العزم وابدأ به وضع نفسك بالأمر الواقع. صدقني البدايات هي أصعب اللحظات، بعد البداية سترى نفسك وقد مضيت قدما ولديك المزيد لتحققه وتطور من نفسك أكثر.
البيئة الاجتماعية، المستوى الأكاديمي، الحالة الاجتماعية وحتى العمر لا يقف أبدأ عائقا أمام تحقيق الأهداف ولا يحرمك من الاستمتاع بالحياة أو المخاطرة وإذا تبحرت بسير أيقونات النجاح سترى بأن أغلبهم قد بدأ بالفعل بعدما اشتعل الرأس شيبا. الأيام تمضي على أي حال، فكن ممن أنجز وطوّر.
منذ عدة أيام قرأت خبرًا عبر منصة اخبارية عن مسن عربي يبلغ من العمر (79)، قد اجتاز اختبارات الثانوية العامة وتخرّج من المدرسة، لقد لاحق حلمه رغم الأوضاع المتردية في العالم ورغم الأزمة الصحية العالمية “كورونا” ورغم سنه المتقدمة حتى. أُجزم انه قد سمع مرارا عن عدم جدوى دراسته وبأنه لم يبقى من العمر بقية ومن تلك “الأسطوانات المشروخة” التي تُحبط بالفرد حتى يتراجع عن ملاحقة أحلامه. ولكن بالتأكيد قوة عزيمته قادته للاستمرار بالدراسة وتجاهل تلك الهمسات المتهكمة.
ولذلك أكتب لكم اليوم لأقول لكل طموحٍ منكم بأنه لم يفت الأوان بعد لكل تلك الرغبات المسكونة بنفسك.
لم يفت الأوان بعد لتكوّن عائلة سعيدة، لم يفت الاوان بعد لتترك تخصصك الجامعي الذي لا ترغب بدراسته ولا يحقق طموحك أو وضيفتك المملة التي لا تشبع شغفك، لم يفت الاوان بعد لتنافس في مسابقة ما، لم يفت الأوان بعد لتبدأ بتعلم العزف أو ممارسة هواية قديمة، لم يفت الأوان بعد لتصبح الشخص الذي لطالما حلمت أن تصبحه، لتغيّر حياتك.
لم يفت الأوان بعد..