#مقالات | منال البغدادي: “لغة الصمت”

الإنسان في بداية حياته وخاصة بسن المراهقة وبعدها يكون كثير الكلام والتعبير عن نفسه ويناقش ويشرح ويضرب أمثلة كثيرة وذلك لتصل فكرته أو أفكاره بالشكل المطلوب.

وبالنسبة لتجربتي الشخصية فأنا خريجة ليسانس حقوق وطبيعة دراستنا أننا نتكلم كثيرا ونكتب أكثر وتعلمنا بالكتب أن لكل حالة أو مشكلة قانونية لا يوجد بها رأي واحد وإنما الرأي الراجع والمجروح وبعدها اندمجنا بالحياة الاجتماعية والزوجية والعملية فكنا جيل كثير الكلام ويريد أن يقنع ويبرر ويؤكد على رأي معين دون غيره.

ومرت سنوات كثيرة وحينها اكتشفت أنه لا داعي لكثرة الحديث والتبرير لأن الإقناع أغلبه وفقا لقانون المزاجية، فمن أراد أن يغضب سيصنع له تمثيلية يقنعك فيها بتقصيرك وإهمالك له والعكس صحيح.

وبعد ذلك قضيت وقتا طويلا لم أرسي به على بر الأمان فهل أتكلم كثيرا لأقنعهم بوجهة نظري؟ أم أتركهم وفقا لما هم مقتنعون به؟ وبعد فترة اقتنعت بالآتي أن

أتكلم صمتا

واعترض صمتا

وأغضب صمتا

وأعاتب صمتا

وأشتاق صمتا

وصمتا

لأنه أبلغ من الكلام وهنا أستطيع أن أسميه صمت الكلام.

فلا تتعب بالكلام مع شخص جاحد أناني مزاجي ناكرا للمعروف والطيب لتنتظر منه يفصح عنك ويسامحك! ولماذا كل ذلك متى ما كنت مقتنعة بتصرفاتي بأنها وفقا للأدب والأخلاق فلا علي من أحد وكل وشأنه.. لذاتحدثوا صمتا.

منال البغدادي

Exit mobile version