اشتقت لها ، اشتقت لابتسامتها ، لعطرها ، لتساؤلاتها ، لمرحها ، لعفويتها ، اشتقت لفرحها بأبسط الاشياء ، اشتقت لها ، واشتقت لانعزالها عن الحزن ، عن التعب ، عن الارهاق ، وعن اشخاص تحاول سلب سعادتها وسرقة نسائم المرح من قلبها ، اشتقت لها واشتقت لي .
يا ” أنا ” اشتقت لي ، واشتقت لكتابتك عني وعن حديث لا يقال الا ” لي ” ، اشتقت لاحتضان القلم بين اصابعك بحب وبشوق لا مثيل له ، ليسطر عبق احرفك ويلامس شغاف قلبك ويحكي ما لايقال وما لا تبوحين به ، اشتقت لي واشتقت للبحث عن الجديد وعن الجميل وعن الحديث الذي لا مثيل له .
اشتقت ” لي ” وللذكريات المتراكمة بعقلي واشتقت لترك التفاصيل الملقاة في زوايا روحي للانطلاق في ربوع احرفي ودقات كلماتي وانفاس حبري ومداد دمي ، اشتقت لي ، نعم ولكل ما يتعلق بي وكل ما يتحدث عني وكل ما يقال لي ، واشتقت أن الاطف القلم كي يكتب برفق وان لا يخذلني في وصف ” انا ” وأن لا يعيقه تدفق مشاعري وبعثرة اشواقي واللهفة المتأججة بداخلي كلما حان اللقاء أو جاء موعد الامساك به ليكتب ويسكب الحبر ويصفف الكلمات ويعرض الفكر .
اشتقت للحديث عني وعن الارهاق الظاهر في تضاريس جسدي كلما زاد الحمل واشتد الكتمان وضللت الطريق في ترك ما لا اريد ونسيت كيفية الابتعاد عن ما لا اطيق وما لا احب ، اشتقت لي ، ولكل زاوية شهدت اعترافاً ما أو خاضت حديثاً عزيزاً ظهر بغير دعوة ولاح بظهور مشاعر عميقة واحوال كنت اظن انها يجب ان لا ترى الا لقريب او صديق ولكنها خانت العهد وخالفت الوعد وافصحت عن الكثير الذي لا يقال .
اشتقت لي ، وللمتابعة في التفريغ العاطفي الممزوج بالعقلانية التي اتمناها كلما ضاق بي المسير وزادت على قلبي نبضات الامس وذكريات اليوم وتمنيات الغد ، اشتقت لي ولحكايا استفردت بها لنفسي وخبأتها في اعماق اعماق وجداني ، واشتقت ان اسكب الحبر ليلون الورق ويختم السرد الذاتي بمصداقية وبحروف لم ترى النور الا بين يدي ولم تقرأ الا بعيني ولم تسمع الا بين شفتي .
اشتقت لي وبهواء يتلاعب بمشاعري كلما صار للبوح مكان وكلما بات للكلمات مقام وكلما جاء للترك حاجة وللحديث مجال ، اشتقت لي ولعناقها مراراً وتكراراً حتى لا يعيقها خجل ولا يكتمها وجل ولا تدع للنسيان اي فسحة للضياع بيني وبينها ، وحتى يتكرر اللقاء وتمتد الاوقات وتتكرر الساعات وتتشابك الايدي ويحصل التناغم الابدي بيني وبينها .
اشتقت لي ، وكيف يكون افتتاحيتي بها ولها ، واشتقت للسرد المنسكب بروحانية والبوح العاطفي بعقلانية وكبح جماح اندفاعها كلما لاح لها بياض الورق ولامست روحها برد الحبر وحرارة الامساك بالقلم ولذة التذوق بجمال التوقع لردات فعل او معرفة لهمسات ود لقلوب تعرفت عليك ووقفت على ضفاف نهرك المتدفق بعذوبة الكتابة وبصراحة الاحرف وبختام المقال تلو الآخر .