ان الحياة في هذه الدنيا ليست الا مجرد عبور لدار مستقر، فلابد ان تكون هذه الحياة ذات معنى وذات أثر وذات وقع حقيقي على ذات الشخص وغيره، ان محطات الحياة المختلفة تحفز لدى الانسان ان ينتقي كل شيء في حياته من مواقف واشخاص ومبادئ وافعال وردات فعل حتى.
ان تكون هذه الحياة التي يعيشها ” ذات معنى”، فلا يكون همه ليل يعقبه نهار ونهار يتلوه ليل، بل أن يكافح ويسعى لجعل حياته اجمل وحياة من يعنيه امرهم الطف وأحلى، ان تكون حياته مليئة بالاشخاص الذين يعتبرونه اكثر من مجرد قريب او صديق بل كاتم اسرارهم ومحقق امنياتهم واحلامهم قدر المستطاع، بل هو من يرسم البسمة ويمسح الدمعة ويسعى لتحقيق رغباتهم.
ان يكون شخصاً يلجأ إليه الصغير قبل الكبير، مصدر السعادة وصمام الامان أن يكون ذو روح مرحة ونفس مطمئنة ولسان طلق ووجه بشوش لا تفارقه الابتسامة ولا يعرف للحزن طريق، أن يكون صاحب عدالة وصاحب منطق وذو صبر طويل ونفس تواقة لكل خير ولكل رفعة وصلاح.
أن تكون حياته مسخرة لخدمة الغير ومد يد العون لكل محتاج سأله العون أم لم يسأل، أن يكون غايته الوحيدة منفعة الناس وتحقيق الاستقرار لهم والعيش الرغيد لهم هو جل غايته، أن يكون صاحب همة عالية فلا تثنيه العوائق ولا تصده المتاعب، بل يسعى ويجتهد قدر طاقته ويساعد ويعمل فوق ما يستطيع.
أن تكون هذه الحياة جسر مرور ومحطة يتزود منها لرحلة الآخرة وأن يكون غايته وجه الله عز وجل وابتغاء الاجر الكريم منه وحده، أن يكون ممن علم حقيقة هذه الحياة وأنها زائلة وإن طال العمر وصحت الأبدان، فكل ما حولنا يعزز الزهد بهذه الدنيا الفانية ويؤصل في القلب النظر للدار الآخرة وما بعدها.
أن يكون ذو هدف واضح وذو قضية نبيلة وذو دافع يشده نحو العمل والمثابرة اليومية ، فلا يرده كيد الحاقدين أو يصده عبث اللاعبين وأصحاب النفوس الرديئة بل يكافح ويناضل ويسعى ويعمل قدر استطاعته، ليحقق الارتقاء لنفسه ولغيره ويعزز النجاح والعدل والتقدم للجميع، فإن لم يستطع كان من المؤثرين والداعمين لعجلة التطور والتقدم وأن كان فرداً واحداً.
فيكفيه أن يكون ممن دعى للخير وسعى به، ويكفيه أن يكون ممن تصدر قائمة القدوة والسيرة الشخصية المحببة للجميع وأن يكون ممن تطلع له الناس ليحذو حذوه ويخطو في مساره الذي باشره وسعى به، أن يكون ذو همة عالية وروح تواقة ونفس مطمئنة هو غاية كل مسلم وكل عاقل ادرك حقيقة هذه الحياة وعاش تفاصيلها وخاض غمار مشاقها وكالب عثراتها.