#مقالات | منيفة العازمي: “قلبي”

يستقر في قلب كل امرأة أي رجل يرتقي بأخلاقه وسلوكه فيعمل جاهداً على أن يكون في مصاف الرجال ومع أوائل المتصفين بالرجولة ، لينال قلبها ويستقر في وجدانها ، ولكنه لابد ان يتصف بالذكاء ايضاً فليس كل رجل يستحق اي امرأة ولكنه حتى يفوز بها لابد ان تكون هي مستقرة في قلبه ومستولية على عقله ومتسيدة وجدانه ومشاعره .

عندها يكون للرجل التحرك في كل اتجاهات الحياة لانها هي المحركة له وهي النابضة بقلبه وهي المختارة لكل ما يختاره لها وهو بذكائه يعلم انها سوف تندمج في تفاصيل الاشياء وسوف تحافظ على بقايا الاحداث وسوف تعزز عنده الامان والاحترام والتقدير وهذه التي اسلفت هي اساس العلاقة المتين وقاعدتها الاساسية بها تستقيم الامور وبها تنطلق الحياة الثنائية الى بحور السعادة والاستقرار.

فلا خوف يزعزعها ولا قلق يتخللها ولا تردد يعتريها ، هي علاقة مبنية على اثنين بل على شخص واحد اتحدا فكان العطاء بلا حدود ، والتجرد من الماديات والتخلي عن كل مقابل بأي شيء ، هي حالة فريدة لا تنطبق على الكثير من الناس ولكنها لخاصة الخاصة لانها لابد ان تحاط بالصدق وتتكلل بالعاطفة النبيلة التي تجمع بين قلبين وتقاد بالالتزام الجدي والارتباط الابدي.

للرجل عندما يعجب بالمرأة أحوال ولكنه ابدا لن يظهر نفسه الا امام امرأة واحدة استولت على قلبه ونالت منصة التقدم على غيرها في روحه وعقله ، هو عندما يحبها يسابق الزمن ليراها ويخاطر بنفسه في سبيل تحقيق جميع رغباتها ، وهو عندما تتسلق حنايا روحه تجده يرافقها في كل مكان فرائحة الاماكن كلها عطرها وحديث كل النساء كلماتها واخبار الرجال عن زوجاتهم علناً يحاول كتمانها في كل جوارحه .

هي عندما تجد الرجل المقصود والنصف الآخر المفقود ، تتلهف للقاء به وتحتال على عقارب الساعة لتتوقف عند ملاقاته فقط وتترك الباقي لبقايا حياتها وشواغلها الغير ملفتة ، هي عندما تظن بأنه يحبها تختار أجمل الثياب وتتعطر بأثمن العطور وتفتعل القصص وتزين الوقت بأنوثتها ومحبتها وتزلزل الكون بضحكتها فما بالك اذا افصح لها عن ذلك ؟؟؟!!!!!

أي علاقة صادقة لابد ان تحاط بهالة من نور ، ولابد ان تشتعل بنار الرغبة باللقاء واطالة الجلوس وكثرة الحديث وانقياد القدم لا شعورياً نحو مكان ضمه الطرف الاخر ، وللعودة بالذكريات لتفاصيل صغيرة مهملة ، تتناثر في مقدمات الاحاديث وتتصدر في الحرص على تواجدها في كل حين ، ولأي علاقة محببة لابد أن تتوازن بالعقل وتنجرف بالقلب وتتواصل بالروح .

أن أي رجل احب امرأة من صادق قلبه وحملها بين قلبه وقلبه واحاطها بروحه واستولت على عقله ، لابد ان تكون مميزة ولابد ان يكون هو متصف بالروعة والصفاء والسلام العاطفي فليس من السهل للرجل ان يعلن محبته وليس من المعتاد ان يشاطر المرأة حياته وتفاصيل يومه ، فهو لابد من ان يكون قد احيط برعاية امرأة متفانية وأسر بجمال داخلي غير مكرر وانجذب لصفات توالت عليه تباعاً فما كان منه الا الاستسلام والانقياد .

وأي امرأة قد جاوزت عقبات الدخول لقلب اي رجل لابد أن تكون متصفة بخصال نادرة ومحتوية على أحوال تتميز بها عن غيرها وتتلون بها بكل احوال الرجل وتستطيع بها أن تقود مزاجيته وتغير أحواله بمهارة وذكاء ، ولابد أن تكون محاطة بشعورها بأمانه ومنطلقة بمباركته ومتحدية الكون كله بحضورها ومستشعرة وجوده معها في كل حين فتراها مزهوة بنفسها وتراها ترسم البسمة على محياها بمجرد تداول اسمه .

لقد عنونت المقالة بـ” قلبي” وحق لها ان تكون “قلبها” وقلب كل امرأة على هذا الكون الجميل تتمنى ان تلتقي برجل كما سبق ذكره وان تكون هي المعنية بهذا المقال وبكل مقال لم يكتب وبكل كلمة خصتها لنفسها واحتفظت بها في حنايا روحها وكتبتها في مذكراتها وبكل حرف خطه رجل أو توقف على لسانه لحيرته في اختيار الأجمل .

 

منيفة العازمي

Exit mobile version