سماء برشلونة التي حيكت على مهلٍ في أذهاننا بالأمس، سوداء لا تشبه أي صورة من سالفات ما رسمنا، كانت تلك النجمة التي تشهد على كل حدث وتسرد كل موقف قد سقطت بغتة، لتتركنا عميان متعطشون لموقف ما صار بين أزقة مقبرة الكتب المنسية، يصور لي خيالي جزءًا منه أرى فيرمن وهو يحل محل اسحاق، ويد دانيال التي تتسلل لتمسك بيد خوليان الصغيرة وهو ويهمس له بتلك الكلمات “يجب ألا تخبر أحدًا عمّا سترى”
يرد: حتى أمي “بيا”
-فقط بيا يمكنها أن تعلم.
وعن قصة كتاب آخر ظنوه مبعث للشياطين فأتلفوا آخر نسخة له.
ولروح ايزبيلا التي ماتت ظلمًا، لطالما ظننتها ستعود لدانيال حلمًا حتى لا ينسَ تقاطيع وجهها ويستيقظ مفزوعًا: “نسيت وجه أمي يا أبي”
اليوم كان جسدي يريد أن يدفع بتلك القضبان، قضبان حقيقة وفاتك المحتومة كما كانت يد مارتين تدفع بقضبان السجن دون أن يدرك لِمَ ثوى بجحيمٍ كهذا، كان يدرك فقط أنه يريد أن يخرج من أجل ايزبيلا، الحقيقة الوحيدة في عالم تغمره الأكاذيب.
بطريقةٍ ما تركت عزاءنا بك في احدى صفحات الرباعية:
“الجسد الذي رقد في تلك الحفرة، كان جزءًا منه فقط، أما روحه، فتسكن في الحكايات التي قصها”
كاتب كزافون سيخلد، بين حكايات عائلة سيمبيري، بين تطلعات مراهقة متمردة كايزبيلا، بين ايماءات مارتين التي نحسها، وبين هفوات فيرمن ومدى شفافيته.