#مقالات | نور حفيظ العجمي: “القتلة الثلاث”

أيها السادة الكرام ، إليكم النبأ التالي : “أنتم عُرضةٌ للخطر وليس أي خطر، احرصو فهناك قتلةٌ ثلاث يحومون في الأرجاء يرغبون بالنيل منكم، إنهم (اللوم ، المقارنة و المماطلة)”

نعم إنهم أخطر من أشهر قناصين العالم لأننا و دون شعور منا من نسمح لهم و نفسح لهم المجال للتمكن منا.

أعزائي؛ ليست الأفعى هي المميتة ولكن سم الأفعى هو المميت، كذالك هو الإنسان فليس هو من يشكل خطرا إنما الأفكار التي تُسير هذا الإنسان هي الخطر بحد ذاته.

إن تناولنا القاتل الأول فهو الأخطر هنا، لأن من يلوم ، دوما يُبرّأ نفسه من كل فعلٍ يفعله و من أي مصير تؤول إليه حياته ويجعلها مسؤولية على عاتق الآخرين وهذا سبب وجيه لأن يعيش تعيسا طوال حياته و أن يكون ميتا بالرغم من قلبه النابض.

من أهم مقومات الحياة السوّية، أن تتولى مسؤولية حياتك على عاتقك و أن تقوم بـ (التخلية قبل التحلية) فكيف لك أن تُقدم على أمر جديد و عقلك مازال يذخر بالأفكار السلبية السابقة، عليك أن تتخلى عنها و تدعها ترحل لتنعم بحياتك.

أما المجرم الثاني وهو المقارنة ويا لها من سلوك مقيت فالمقارنة قد تنهي كل جميل ، و تجعل صاحبها إنسان مُعتل نفسيا لا يمكن إرضاؤه، لا أحد في هذه المجرة يشبه الآخر لكل منا ظروف حياة مختلفة، فلا يجوز المقارنة بين نفسك وبين أي انسان آخر، وإن كان لابد منها فالأجدر أن نفسك اليوم بنفسك أمس.

والآن مع آخر القتلة وهو عذر من لا عزيمة له و حيلته الدائمة المماطلة ، قد قالها العرب قديما: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فإن أردت أن تكون ناجحا تعلم الانضباط الذاتي واعمل ما تعهدت القيام به، فالمماطلة ستجعلك في يوم ما تجد نفسك وحيدا في مكانك ذاته والناس أجمع أمامك في المقدمة.

يجب علينا أن نسيطر على أفكارنا ولا نجعلها تفتك بنا وتحيل حياتنا إلى جحيم.. احذروا من أفكاركم ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

نور حفيظ العجمي

Exit mobile version