تنتقل الأذهان فوراً لدى قراءة اسم (أفواه وأرانب) إلى فيلم سيدة الشاشة العربية الراحلة/ فاتن حمامة، والفنان القدير الراحل/ فريد شوقي والفنان /محمود ياسين.
ولعل البعض لم يحالفه الحظ لمشاهدة أحداث الفيلم الذي ترك بصمة في العالم العربي حول أهمية التعليم ودوره في تحقيق التخطيط الاقتصادي السليم على مستوى الفرد والدولة، الأمر الذي يجعل حياتنا تأخذ منحنى آخر بعيداً عن المعاناة في اكتساب العيش الرغيد.
منذ عام 1977م الذ تم فيه إنتاج الفيلم الصاعد والذي حظيت بمشاهدته قبل السنوات القليلة الماضية، وعلى أثر جائحة كورونا التي أخلَّت باقتصاد العالم الحديث وأدًّت إلى ارتفاع الضرائب بالرغم من نجاحات الثورة التقنية في جوانب عدة وانعكاسه على إنعاش السوق اقتصادياً، فإن ذلك لم يقف بالمرصاد تماماً لتجاوز المطامع الخارجية.
اعتقد أن الصراع الذي تعانيه فاتن حمامة في الفيلم يجسّد أفراد كما يجسّد حال بعض الدول إذا أسرجنا الخيال بعيداً من ناحية: تأمين الاحتياجات والكينونة والأمان والتقدير والاعتراف بالاستقلالية في ظلّ وجود الصحة والرغبة والطموح والسعي لتحسين المعيشة.
وبالرغم من أني لم أعش في تلك الحقبة، لكن من يشاهد الأحداث تتجلى له الإنسانية البسيطة والقريبة إلى كل نفس وإن اختلفت الظروف المعيشية والمكانية وكذلك الفترة الزمنية.
ولا يسعني إلا أن أقول: لقد اتسعت الأفواه كثيراً.. ولا زلنا نزرع الجزر!!
هيفاء السماعيل
جامعة الملك فيصل بالإحساء