منذ رفع الحظر الكلي عن البلد والإصابات ما زالت في ازدياد، حتى أن أعداد المصابين المواطنين فاقت الوافدين بالضغف تقريبا!! وكما يقال بالمثل الكويتي “لا طبنا ولا غدا الشر”، فلينظر الذين يتحلطمون على الوافدين وعدم التزامهم وثقلهم على البلد ماذا تقول الإحصاءات الأخيرة، فقلة وعي بعض المواطنين أوصلتنا إلى هذه النتائج السلبية، بعد انتشار الزيارات والعزومات والتجمعات في المنازل والشاليهات بأعداد كبيرة، والتنقل من مكان إلى آخر دون وعي للخطر، بل تصل أيضاً إلى إقامة الحفلات والولائم بحجة أن المرض خفيف ومجرد نزلة برد وتزول.
إنه الجهل بذاته، فوزارة الصحة أنهكت و”انبح صوتها” كما يقال، من خلال جميع طواقمها ومتحدثيها حتى الوزير بنفسه بتقديم الإرشادات والاحترازات وطرق الوقاية وكيفية انتقال العدوى من شخص لآخر، ومدى خطرها وشدتها على الكبار والصغار والمرضى، لكن كما يقال لا حياة لمن تنادي، إلا بعض الملتزمين الذين يخشون على أنفسهم وأهليهم ومن حولهم.
المفروض أننا في نهاية الشهر الرابع للجائحة، مما يعني نزول الأعداد وتفوق حالات الشفاء، إلا أن عدد الإصابات فاق المتعافين! فيصاب المرء بخيبة أمل عند السماع بهذه الأخبار، وفي كل يوم تصلنا أخبار بإصابات لأحد المعارف والأقارب، وأحياناً تكون العدوى مجهولة المصدر، فالمرض مازال مبهما وسريع الانتشار، وسعي الدول الكبرى مازال مستمرا في استخراج اللقاح.
وإن العلاجات التي بدأت الدول في استخدامها علاجات قديمة، ولا عقار جديدا لكورونا “كوفيد-19″، فقد طال هذا الأمر، وزاد اشتياقنا وولهنا لأحبابنا وأهلنا وحياتنا وعملنا وخروجنا بالخارج بأريحية دون التفكير أو الوسوسة من أن نأخذ العدوى عند لقاء أي شخص غريب أو قريب، فهذا حتما اختبار وابتلاء للبشر لكي يعيدوا النظر في حساباتهم، وكيف أن دوام الحال من المحال، وأن الحياة ليست دائما سهلة بل هي كالحرب الضروس تارة وكالجنة تارة أخرى.
وإن جميع المصائب والكرب والابتلاءات والإخفاقات الدنيوية تحتاج إلى الصبر وديننا هو العون لنا فيها، والتوكل على الله هو خير السبل للعيش في راحة وسعادة والثقة بأن الله دائما يختار للعبد الأفضل، فهو العالم بكل شيء، وحفظ الله أميرنا وبلادنا وخليجنا ووطننا العربي من كل بلاء وفتنة وعدوان.