على متن طائرة القراءة سيصل كل الركاب للمعنى، كل الركاب بلا استثناء سواء أكانوا من ركاب الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، قد يختلف الفهم للمعنى أحياناً بحكم الفروق الفردية مثلها مثل اختلاف الخدمات المقدمة في طيران الدرجة الأولى عنها في الدرجة السياحية.
تتوقف المسألة حسب اختيارك ،هل تريد أن تكون من قرّاء الدرجة الأولى حيث الرفاهية باتساع المساحة الفكرية والعقلية المرنة الذكية و تترك للكاتب فرصة التحليق بك عالياً معانقاً صوت الفنانة (فيروز) وهي تغني (طيري يا طيارة) أم أنك تفضل أن تجلس القرفصاء في الدرجة السياحية وربما الطيران الاقتصادي مستمعاً للمطرب (علاء عبدالخالق) وهو يغني “قلبي طيارة ورق”.
وكما ذكرت آنفاً أنت مُخيَّر بين (فيروز) أو(علاء) أقصد ما بين الدرجة الأولى أو السياحية في عالم الكتب، مع احترامي للفنان علاء عبدالخالق لكن لا صوت يعلو على صوت فيروز.
عندما تتخذ مقعدك استعداداً للإقلاع الفكري حاول أن تجرب شيئاً مختلفاً يمنحك شرف التحليق عالياً في سماء جديدة حيث لن ترغب بعدها في الهبوط أبداً.
الرحلة مع بعض الكتاب خفيفة على النفس وماتعة تشوقك لتكرار قراءتها أو قراءة كتاب آخر لنفس المؤلف فيحملك معه بأريحية على أجنحته الورقية دون حدوث مطبات هوائية أو هبوط اضطراري كما يحدث مع كتاب آخرين.
قد تواجه بعض الصعوبة مع كتاب الدرجة الأولى من ناحية المفردات اللغوية التي يتناولونها في كتاباتهم لكنها سرعان ما تتلاشى مع الوقت، لاحظ أن مخزون مفرداتك سيتزايد وستكسب أميالاً ثقافية لا متناهية.
والآن حان وقت تناول الوجبة، بعض رحلات الطائرات الورقية تقدم وجبات تبدو شهية للوهلة الأولى لكنها تخلو من النكهة والفائدة، الكاتب الجيد هو من يستطيع أن يقدم لك وجبة مبتكرة شهية غنية ومنوعة أيضاً، وجبة تغذِّي العقل وترضي الذائقة بحق.
في رحلتك الورقية أنت تستخدم أفضل وسيلة نقل آمنة خطرها الوحيد يكمن في الناقل لذا يتوجب عليك الدقة في الانتقاء، فبعض الرحلات التي تعلن عن نفسها بأنها الأكثر جماهيرية تستخدم تلك العبارات غالباً لعمل إعلان تسويقي لها.
اسمحوا لي بالمغادرة الآن فقد اقترب موعد رحلتي الورقية على الدرجة الأولى بكل تأكيد أتمنى لكم رحلات سعيدة واختيارات موفقة بإذن الله.